للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمدينه الشريفة قانم (١) الفقيه الجركسي متقدمين عن ركبهما الذي هو بين الحاج الشامي والحاج الحلبي.

وفي يوم الثلاثاء رابع الشهر دخل الحاج الحلبي.

وفي ليلة الأربعاء خامس الشهر دخل إلى مكة المشرفة أمير الحاج الشامي جاني بيك (٢) أمير أربعين (٣) وطاف وسعى وعاد إلى الزاهر فبات به، وخرج للقائه بكرة النهار الشريف محمد بن بركات وولده بركات. وخلع على الشريف وحده، ودخلا جميعا إلى الأبطح ففارقه الشريف وعاد إلى مكة على العادة.

وكانت الوقفة المباركة يوم الأحد، وكان الحج هنيئا مباركا.


(١) هو: قانم المحمدي الظاهري جقمق، استقر في مشيخة الخدام بعد وفاة إينال الإسحاقي ولزم التخلق بالخير من التلاوة وحضور مجالس العلم، واستمر بالمدينة إلى أن مات في يوم الأحد سادس عشر ذو الحجة سنة ٨٩٠ هـ وكان يحج في كل سنة . وقد خلع عليه السلطان قايتباي بالمشيخة في جمادى الأولى سنة ٨٨٦ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ٢٠٠ ترجمة رقم ٦٩٤، التحفة اللطيفة ٢/ ٣٨١ - ٣٨٢ ترجمة رقم ٣٤٦٥. وفيه سماه (قاتم الطاهري)، ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٨٣، ٢٢١.
(٢) الجزيري: الدرر الفرائد ١/ ٧٥٩.
(٣) كان الأمراء يكونون أرفع الفئات العسكرية في عصر المماليك. وكانوا ينقسمون من حيث رتبهم العسكرية والقيادية إلى أربع فئات. منهم أمير أربعين هي الطبقة الثانية وهم أمراء الطبلخاناه وعدة كل منهم في الغالب أربعون فارسا. وهو أقل من أمير المائه وأعلى من أمير عشرين ويسمى أمير طلبخاناه أو طبلخاناه فقط ويبلغ أتباعه على الأقل أربعين فارسا ويقود في الحرب مائة جندي. وكانوا يشبهون السلطان في طريقة حياتهم. الباشا: الفنون الإسلامية ١/ ١٥٨، ١٦٢، ١٨٦.