للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعملات (١) قبل ذلك وحبس عند الوالي وعامله على الناس. ثم أفلت وعاد للصنعة، [ونبط] (٢) البيوت المجاورة للمسجد الحرام، فإنه صار يطلع من منارة الحزورة (٣) ويقيم ببيت تنم لخلوه من السكنى. ثم أنه مسك في هذه الليلة وحبس بحبس الأمير، ثم جئ به إلى الأمير في ليلته وأقر بما سرقه، وجئ بذلك من بيت تنم، ثم أودع الحبس أيضا، وفي النهار أقر بباقي الحوائج. فجئ بها من بيت تنم أيضا، وهو الآن بالحبس ولم يعمل به شيء إلى الآن، وأظن أن الباش أرسل كاتب الشريف محمد بن بركات في أمره فوكل الشريف الأمر إلى الباش بشور القاضي الشافعي فيما يقال في ذلك، فأمر بقطعه، فقطعت يده ورجله في ثالث عشري الشهر كما سيأتي.

وفي ليلة السبت تاسع عشر الشهر مات طلحة بن شرف الصائغ وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن من يومه بالشبيكة عند تربة الشيخ عبد الكبير الحضرمي، فإنه كان يخدمه ويخدم/بيته وإيانا وأرضى عنا خصمانا آمين.


(١) عملات جمع مفردها عملة. والعملة: السّرقة، الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ١٣٣٩.
(٢) وردت في الأصول "انبط"، نبط الشيء نبطا ونبوطا: ظهر بعد خفائه، ونبط الشيء نبطا: أظهره وأبرزه. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٩٣٧.
(٣) منارة الحزورة: وهي التي تلي باب الحزورة (الوداع) في الزاوية المواجهة للركن اليماني في الكعبة المشرفة، عمرها الخليفة المهدي العباسي في عمارته للمسجد الحرام عام ١٦٤ هـ على غالب الأقوال، وهي على سطح المسجد الحرام، ويرتقى لها بدرج وعليها باب يغلق شارع في المسجد الحرام، وعلى رأسها شرفة وتشرف على الحزورة وسوق الخياطين، وقد عمرت في زمن الأشرف شعبان صاحب مصر حين سقطت عام ٧٧١ هـ وكانت عمارتها في السنة التالية. الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٩٧، الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٣٨٦، ابن فهد: إتحاف الورى، باشا: مرآة الحرمين ١/ ٢٣٥، باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام، ص ٣٦.
والحزورة: هي الناقة المذلّله، والمقتّلة، والرابية الصغيره، الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ٤٧٩، أنيس: المعجم الوسيط، ص ١٩١.