للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا اليوم وصل الشريف عنقاء بن وبير الحسني قاصد الشريف محمد بن بركات من مصر، وله نحو عشرين يوما عن مصر، ووصل معه لنا وللناس أوراق ومضمونها: أنه حصل للحجاج في عودهم إلى القاهرة مشقة زائدة، من غلو الأسعار، بحيث اشتريت الويبة (١) بدينار، ومات كثير من الجمال من التعب والبرد، ورمى الناس أحمالهم وهرب الجمالون (٢)، فالله يعوضهم خيرا ويثيبهم. وأن نائب جدة الشمس محمد (٣) بن عبد الرحمن الصيرفي وفي خدمته مملوك للسلطان، وفي نيته الخروج من مصر ثاني ربيع الأول ويأتي من البحر. وأن الأسعار بمصر غالية (٤)، الإردب (٥) القمح يسوى ستين محلقا، والأرز خمسة دنانير، وجميع الحبوب غالية. وأنه وقع بين الشريف إسحاق (٦)


(١) مكيال مصري بالدرجة الأولى، يعادل عشرة أمنان أو ١٢،١٦٨ كلغ قمح، فالترهنتس: المكاييل، ص ٨٠.
(٢) الجزيري: الدرر الفرائد ١/ ٧٦٠، ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٩٩، وفيه "ولم تحمد سيرة أمير الركب بالمحمل أزبك اليوسفي".
(٣) في محرم سنة ٨٨٨ هـ خلع عليه (أي محمد بن عبد الرحمن) السلطان نيابة جدة بعد صرف أبي الفتح المنوفي عنها وكان ذلك على كره منه واستكثار لما كلف به مما لم يجد بدا من الإجابة إليه. السخاوي: الضوء اللامع ٨/ ٤٤، ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٩٩.
(٤) ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٩٩.
(٥) من مكاييل المسلمين، ساد استخدامه في مصر والحجاز قدّره ابن الرفعة بست ويبات كل ويبة أربعة أرباع. فجملته أربعة وعشرون ربعا، والربع أكثر من الصاع. والإردب يساوي ٦٩،٦ كغم أو حوالي ٩٠ لترا. الزهراني: أسعار المواد الغذائية، ص ١٠٥.
(٦) وردت في الأصل "أصحق" والتعديل من (ب). وهو: إسحاق بن عبد الجبار بن محمود بن فرفور الحسيني القزويني. وانتمى للشيخ محمد قاوان وتزوج ابنته وماتت تحته بالقاهرة فلم يكن ذلك بقاطع لصهره بل زادت وجاهته. واشتغل في النحو والصرف ودخل دمشق وبيت المقدس وعاد إلى القاهرة وتزوج هناك ثم سافر إلى مكة بحرا وزار المدينة والطائف وجاور بمكة -