للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميع الحجاز إليك، وإن الحجاج وصلوا سالمين وهم شاكرون (١)، وإن أمير الحاج وصل (٢) عادته بمكة والينبوع. وغير ذلك من نحو هذه المقولات.

وقرأ مرسوم لقاضي القضاة الشافعي وفيه الثناء عليه وإنه وصلنا كتابك وفهمنا مضمونه وشكرنا همتك في ضبط مخلف الخواجا (٣). وفي وصول الحمول المتعلقة بقاصد الروم، وفي ما فعل بالمسجد الحرام من شيل التراب وتكويمه بالمسجد الحرام. ثم المقاولة عليه. وذكرت أنه وصل من وقف لحج (٤) باليمن ثلاثماية دينار وأنها لم تكمل ما يحتاجه المسجد من الزيت وغيره مما يحتاجه الحرم، فما احتجت إلى الزيادة فتأخذ من الشريف زين الدين عنقاء. وقد أنعمنا عليك وعلى أخيك قاضي جدة بكامليتين (٥) فتلبسانهما. وتاريخه أظنه كتاريخ الذي قبله. ثم لبس الشريف والقاضي الشافعي وأخوه


(١) مع أن الحجاج قد قاسوا في عودهم إلى القاهرة مشقة زائدة. ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٩٩.
(٢) وردت في العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٤٢ "وصله".
(٣) ويريد به ضبط ما تركه الخواجا على بن عبد اللطيف البرلسي السكندري.
(٤) لحج: بالفتح ثم السكون وجيم، وهو الميلولة، يقال ألحجنا إلى موضع كذا أي ملنا، وألحاج الوادي: نواحيه وأطرافه، واحدها لحج: مخلاف باليمن ينسب إلى لحج بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وقال البكري موضع من سيف عدن قبل نجران. (وأحال إلى تعشار). البكري: معجم ما استعجم ٤/ ٣٧، ياقوت: معجم البلدان ٥/ ١٤. وهذا يدل على أن للمسجد الحرام أوقافا خارج مكة المكرمة، يخصص ريعها للإنفاق على المسجد الحرام، ويدل على انتشار الأوقاف في العالم الإسلامي في ذلك الوقت.
(٥) مثنى كاملية وهي من الملابس المملوكية التي كانت تلبس فوق "القباء" وهي ضيقة عند الكم ومفرجة الذيل من خلف تبدأ من الحافة السفلى مرتفعة إلى أعلى، وقد تكون الكامليه من المخمل الأحمر يحيطها فراء سمور أو مبطنه بفراء سمور أو بها قلابات من فراء السمور. ماير: الملابس المملوكية، ص ٣٠، ٣٢، ١١١، ١٢١.