للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الخميس رابع عشر الشهر كانت زفة (١) [لولدي] (٢) القاضي جمال الدين [أبي] (٣) السعود بن قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة القرشي الشافعي المكي، صلاح الدين وبهاء الدين لأجل طهارهما، ومشى فيها جدهما، وجميع قضاة القضاة، والباش والأتراك، والتجار، وجميع الفقهاء، وكانت حافلة بالناس والشمع، وكان المشي من الصفا إلى بيتهم، وجعل في الطريق في غير موضع النقوط (٤) في الحبال، وكان ابتداء لعبهم من ليلة الأحد عاشر الشهر.

وفي ليلة الأحد سابع عشر الشهر كان شراعهم ولم يعملوا فازة (٥) بل لعبوا محل لعبهم في هذه المدة، وحضر القاضيان الحنفي، والمالكي، وقاضي جدة ونائب القاضي الشافعي، وشاه بندر جدة، وجمع كثير من التجار، وحصل لصق للمطربين نحو


(١) زفّ العروس إلى زوجها زفا وزفافا. وقال تعالى: ﴿فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ﴾ سورة الصافات آية ٩٤. وزفّة: نقلها من بيت أبويها إلى بيت زوجها. وأراد بها هنا: مشي الجماعة المذكورين بهيئة متعارف عليها لغرض معين من مكان إلى آخر وهو الاحتفال بطهور ولدي القاضي. الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ١٠٥٥، أنيس: المعجم الوسيط، ص ٤٢٠.
(٢) وردت في الأصول "لودي" والتعديل هو الصواب.
(٣) وردت في الأصول "أبو السعود" والتعديل هو الصواب.
(٤) النقوط، النّقطة: ما يقدم إلى العروسين أو أحدهما من مال أو هدية. الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ٩٨٨. وقد يكون هدية في مناسبات أخرى.
(٥) هي أعواد سن غالبها في وسطها عقد وفي طريقها عقد أيضا ملبسان بالثياب الصلخدي وقد يجعل سقفها من مخمل وحرير وكذا عقودها وعلو جوانبها داخلا وخارجا وعلو صدر الأروقة. ويعمل في بعضها الستر والمساند والمخاد. وقد يعمل أمامها دكك للجلوس. بذلك عرفها ابن فهد في بلوغ القرى. ويعمل السابق على مساحة من الأرض ليجلس فيه المدعون للحفل وقد تكون قرب المنزل. ويكثرون فيه من الإضاءة واللعب ويعمل مثل ذلك تقريبا حتى الوقت الحاضر في بعض أحياء مكة مع بعض الاختلاف.