للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المئتين. ولم تعط لهم بل أخذت وفرق بعضها في النهار عليهم، وكانت عطيتهم بخسة بالنسبة للعام الماضي (١).

وفي صبيحة هذه [الليلة] (٢) زف المطهرون من المروة (٣) إلى بيتهم وطهروا ولصق الناس على الغلفة (٤)، ويقال إن اللصق أكثر من أربع مائة دينار، ومد للناس في هذا اليوم سماط عظيم وحضر جميع الناس إلا القليل.

وفي ليلة الأحد (٥) سافرت قافلة بجيلة من على منى وعرفة وكرا (٦). فلما وصلوا قرب كرا خرج عليهم عرب هذيل (٧) وهم فرقة من عرب القصقوص (١) أهل


(١) أن مشاركة قاضي القضاة في مثل هذا الاحتفال الصاخب وما فيه من المنكرات دليل على الموافقة على ما فيه من مخالفة للشرع من اختلاط ومنكرات.
(٢) ما بين حاصرتين إضافة يقتضيها سياق المعنى.
(٣) المروة: مفرد جمعه المرو: وهي الحجارة البيض تقتدح بها النار ولا تكون سوداء ولا حمراء، وهو أكمة صخرية ويعطف على الصّفا. تقع في نهاية المسعى في الشمال الشرقي من المسجد الحرام في أصل جبل قعيقعان. وهو نهاية الشوط من السعي والنهاية الأخرى الصفا. باشا: مراة الحرمين ١/ ٣٢١، البلادي: معجم معالم الحجاز ٨/ ١١٣.
(٤) الغلفة (القلفة): وهي جلدة تقطع بالختان. الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ١٠٨٨، أنيس: المعجم الوسيط، ص ٦٩١.
(٥) العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٤٢ وفيه "في ليلة الأحد سابع ربيع الثاني" وقد تكون سابع عشر على حسب ما يوافقه من الشهر وما جاء بعدها.
(٦) كرا: بالفتح والقصر: ذلك الجبل الضخم الذي يصعده الطريق بين مكة والطائف، كان طريقه صعبا لا تصعده إلا الحمير والجمال المدربة على صعوده، ثم ذلل في العهد السعودي فافتتح طريقه سنة ١٣٨٥ هـ. البلادي: معجم معالم الحجاز ٧/ ٢٠٧.
(٧) وردت في الأصل "هديل" والتعديل من (ب) والعز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٤٢. وهذيل: والنسبة إليهم هذيلي: فرع من المحاميد من البقوم وربما أصلهم من هذيل ابن مدركة انضموا -