للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الاثنين ثامن عشر الشهر وصل إلى المعلاة بالخواجا شمس الدين محمد (١) الحموي الشهير بابن قريع وهو ميت، وكان موته (٢) بجدة/وجهز بالمعلاة وصلى عليه بها بمسجد الحرس (٣) قاضي القضاة الشافعي برهان الدين بن ظهيرة وهو وصيه، وأوصى له ولابنه ولأخيه بشيء، ودفن بها في يوم ليلة تاريخه.

وفي ليلة الثلاثاء [تاسع عشر] (٤) الشهر وصل قاصد من جدة وأخبر بوصول


(١) هو: محمد بن قريع الشمس الحموي التاجر السفار للأماكن النائية كالهند والحبشة. السخاوي: الضوء اللامع، ٨/ ٢٩٣ ترجمة ٨١٤.
(٢) وردت في الأصل "هوته" والتعديل هو الصواب عن (ب).
(٣) مسجد الحرس (مسجد الجن): وهو بأعلى مكة ويسميه أهل مكة مسجد الحرس لأن صاحب الحرس كان يطوف بمكة حتى إذا انتهى وقف عنده ولم يجزه إلى أن يتوافى عنده عرفاؤه وحرسه فإنهم يأتونه من شعب ابن عامر ومن ثنية المدنيين فإذا توافوا رجع منحدرا إلى مكة وهو في طرف الحجون. ويقال له مسجد الجن لأنه بني في الموضع الذي خطه رسول الله لابن عباس ليلة استمع عليه الجن. ويقال له مسجد البيعة لأن الجن بايعت رسول الله في هذا الموضع وهو غير مسجد البيعة بمنى. وهذا المسجد لا يعرف اليوم إلا بمسجد الجن وهو بعد ريع الحجون إلى المسجد الحرام غير بعيد وقد عمر سنة ١٣٩٩ هـ عمارة بديعة ولبست جدرانه الخارجية بالحجر الجميل. الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٢٠٠ - ٢٠١، الفاكهي: أخبار مكة ٤/ ٢٠، ابن ظهيرة: الجامع اللطيف، ص ٢٠٦، البلادي: معجم معالم مكة، ص ٢٦٨. واليوم (في سنة ١٤٢٠) تم هدم المسجد لإعادة عمارته.
(٤) وردت في الأصول "تاسع": والتعديل هو الصواب على حسب دخول الشهر وما سبقه. ويبدو أن هناك سقطا للفظة "عشر" في الأصول.