للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جهتة يقال له: الأدهمي، كان من جهة القاضي برهان الدين (١) بن الديري يرافع في قاضي القضاة. فأمر بإحضار القاضي لباب رأس نوبة النوب (٢) ليعمل الحساب فحضر.

ثم اجتمع بالسلطان، فأمر بحسابه عند القاضي كاتب السر، بحضرة القاضي المالكي، وهو شمس الدين بن تقي وبحضرة شيخ الأشرفية وهو صلاح الدين الطرابلسي. ثم لم أعلم ما اتفق له. وكذا وفاة القاضي شرف الدين أبي سهيل بن عمار المالكي.

وفي يوم السبت ثالث عشري الشهر أو قبل ذلك بنحو يومين بلغنا بمكة وفاة محمد بن الصنعاني بجدة، وهو متسبب كان هو ووالده بالعطارة، بجدة ومكة.

وفي ليلة الثلاثاء سادس عشري الشهر قبيل العشاء وصل نائب جدة القاضي شمس الدين محمد بن الزين عبد الرحمن، وكذا السيد الشريف محمد بن بركات سلطان الحجاز، ولم يرض النائب أن يعمل عرضة (٣). واجتمعا بالحطيم هما والقاضي الشافعي


(١) هو: برهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد القاضي برهان الدين بن الشمس الديري المقدسي الحنفي. السخاوي: الضوء اللامع ١/ ١٥٠.
(٢) رأس نوبة النوب: وهو أعلى رؤوس النوب ولمكانته سمي بالأخ أو الجناب الكبير وهو السفير بين السلطان والمماليك والمفرد منها رأس نوبة، وهي: الوظيفة الثالثة من الوظائف التي كان يشغلها عسكريون بحضرة السلطان في عصر المماليك والبالغ عددها خمسة وعشرين وظيفة. ويختص (أي موضوعها) صاحبها بالحكم على المماليك السلطانية والأخذ على أيديهم ويتحدث صاحبها على المماليك وينفذ أمر السلطان أو الأمير فيهم. ونظرا لأهميتها فكان يختار عادة لهذه الوظيفة أمراء من الخاصكية وكان عددهم في أول الأمر أربعة ثم ازدادت إلى عشرة وتفاوت هؤلاء في الرتب حسب الأهمية فكان كبيرهم أمير مائة ومقدم ألف ويليه ثلاثة أمراء الطبلخانات وبعدهم أمراء عشرينات وعشروات وخمسات. القلقشندي: صبح الأعشى ٤/ ١٨ - ١٩، الباشا: الفنون الإسلامية ٢/ ٥٤٥ - ٥٤٩.
(٣) عرضة: والعرضة تكون باجتماع العسكر فيها وتدق الطبول والنفط ونشور الجيوش وآلة الحرب من السيوف والرماح وغيرها. جار الله بن فهد، نيل المنى ١/ ٢٨٢.