للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو نحو ذلك، وهو من المجاورين بمكة قديما [وحديثا] (٢) والمترددين لها، وأظنه ينسب إلى سوء طوية ومعاملة، والله يسامحنا وإياه آمين.

وفي يوم الأحد سابع الشهر مات بجدة نائبها الشمس محمد بن عبد الرحمن الصيرفي كان الشهير بذلك، وحمل إلى مكة ووصل به إلى المعلاة ليلة الاثنين ثامن الشهر وغسل بها وكفن وصلي عليه بها ودفن بالقرب من تربة رباط الموفق وحضر تشييعه (٣) جماعة ليسوا بكثر وصلي عليه منهم قاضي القضاة الشافعي برهان الدين بن ظهيرة إماما بالحاضرين، وأرضى عنه خصماءه فإنه مات عن غير وصية، وأخذ قماشا وأشياء لم يفصلها ولم يعطهم ثمنا، بل وشحن بعضها في الجلاب، كل ذلك لتعجيل مرضاة مخدومه، فلا قوة إلا بالله.

وفي جمعته أو التي بعدها جهز السيد الشريف محمد بن بركات قاصدا إلى السلطان قايتباي يعلمه بموت نائب جدة ويسأله ماذا يفعلون؟ وكان أرسل إلى باش المماليك بمكة المشرفة بقوله يتوجه إلى جدّة لحفظ نائبها، وأرسل أنا أيضا واحدا من جهتي. فوافق أولا على ذلك، ثم [ثني] (٤) عن ذلك. وقال: ما أنا مأمور إلا بملازمة مكة، وأخشى أن يلومني السلطان على ذلك، ويحصل لي منه تشويش، والله يصلح الأحوال.


(١) هو: أحمد بن علي بن عمر شهاب الدين القاهري نزيل مكة ويعرف بالشوا مات بمكة وقد قارب السبعين وهو عامي تعلق بالمتجر فحصّل منه قدرا كبيرا. السخاوي: الضوء اللامع ٢/ ٢٩ ترجمة رقم ٧٩.
(٢) ساقطة في الأصل. والمثبت ما بين حاصرتين من (ب).
(٣) وردت في الأصل "تشيعه" والتعديل عن (ب).
(٤) وردت في الأصول "ثاني" والتعديل هو الصواب.