للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الأحد ثامن عشر الشهر وصل السيد الشريف محمد بن بركات إلى مكة، وكان وصل قبله بيوم النّواّب بجدّة وشيخ الدلالين وفتيا (١) الشمس [محمد] (٢) بن عبد الرحمن نائب جدة واجتمعوا في هذا اليوم عند السيد الشريف، وقاضي القضاة الشافعي برهان الدين بن ظهيرة وجماعته، والخواجا جمال الدين الطاهر، وقري عليهم بعض المراسيم وأظنه مرسوم الشريف وفيه الأمر [بضبط] (٣) مخلّف نائب جدة المذكور، وكذا مال التجار الذين ماتوا، فإن الخزانة محتاجة، ويشترى الفلفل الواصل في المركبين المتخلفين الواصلين، ويقبض ممّن عليه عادة للذخيرة الشريفة - العادة بالكامل - وغير ذلك مما لم يبلغني تفصيله كما ينبغي فإنني لم أحضر (٤).

وفي ليلة الاثنين تاسع عشر الشهر ماتت زينب (٥) بنت الخواجا جمال الدين محمد ابن حسن الطاهر، وصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة ودفنت من يومها بالمعلاة بتربة سلفها عوضها الله ووالديها خيرا


(١) وردت في (ب) "فتى"، وكذا سبق ذكره قبل قليل.
(٢) ساقطة في الأصول والمثبت ما بين حاصرتين إضافة على ما ورد في أصل الخبر. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٤٤.
(٣) وردت في الأصول "بظبط" والتعديل هو الصواب. ان مال المتوفين شرعا يعود على الورثة قبل كل شيء، والذي ليس له ورثة يعود إلى بيت المال، ولكن أختلف الحال هنا حيث أن الخزانة محتاجة فلا بد من توسيع دائرة المدخولات على ما فيه من مخالفة شرعية.
(٤) هذا يدل على أمانة المؤلف وصراحته في الكتابة مما زاد من مميزات الكتاب.
(٥) هي: زينب ابنة الخواجا الجمال محمد بن البدر حسن الطاهر المكي، كان زوجها محمد بن يوسف القاري. وكان زوجها مغاضبا لها فأشهدت بأن جميع ما في حوزتها لأبيها رجاء حرمانه. السخاوي: الضوء اللامع، ١٢/ ٤٧ ترجمة رقم ٢٧٢.