للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له: فعلت بديني واعملوا بدينكم. ثم في أثناء الطريق سمعوا أنه لم يمت، فعادوا به إلى الحبس، ثم مات الصبي في نهار الأحد سادس عشر الشهر ودفن في يومه بعد صلاة العصر بالمعلاة بعد الصلاة عليه عند باب الكعبة.

ثم في ثاني تاريخه يوم الاثنين سابع عشر الشهر شنق العجمي بدرب باب المعلاة. وحصل له من غوغاء الناس (١) رجم كثير ثم انقطع به الحبل وطاح، وغسل وكفن ودفن بالمعلاة ليلة الثلاثاء ثامن عشر الشهر، ويقال إنه وجد أغلف (٢)، والله أعلم. وله أفعال منكرة ومن ضربه للناس وإرادته بذلك قتلهم، فينجيهم الله تعالى.

والحمد لله الذي أراح المسلمين منه وكان لا يسجد قط في الصلاة إلا على أم رأسه (٣).

وفي يوم الاثنين مات أبو بكر بن علي التجافيفي وصلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة عند سلفه وشيعه جماعة.

وفي يوم الأربعاء تاسع عشر الشهر ماتت أم هانئ (٤) بنت القاضي نور الدين علي ابن أبي البركات بن ظهيرة شقيقة قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة بالمدينة


= بناؤه بأمر السيد حسن وعوض عن الباب المحترق بباب جيد وركب مكانه. عبد الله غازي، إفادة الأنام ١/ ١٩٨ - ١٩٩، الكردي، التاريخ القويم ٢/ ٧٢.
(١) غوغاء والغوغاء: الجراد، والكثير المختلط من الناس والسفلة منهم لكثرة لغطهم وصياحهم. الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ١٧٠١، أنيس: المعجم الوسيط، ص ٦٩٩.
(٢) أغلف: يقال: رجل أغلف. بيّن الغلف، محرّكة: أي أقلف. والأقلف: من لم يختن. الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ١٠٨٨، ١٠٩٤.
(٣) أم رأسه: هي الدماغ وأم الدماغ: الجلدة الرقيقة التي تجمعه. ويقال جلفت الشجة أم الدماغ. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٤٧.
(٤) هي: أم هانئ ابنة علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية شقيقة قاضي الحجاز البرهاني واخوته وهي أكبر إناث -