للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يسيرا. فقال: هنا وجدنا القدر، وذكر أنه حفر بسكين قدر ذراع لا غير وبها فتح القدر. فرجعوا وكتب الشهود جميع ما قاله ثم جاء أناس كثيرون منهم معتبرون كابن عيسى القاري (١) وابن فردوا يعرفون حاله، وسيرته، وكلماته الساقطة في هذا المعنى وفي غيره، وأخبروا قاضي القضاة بذلك، فأرسلهم إلى الأمير الباش، فذكروا له ذلك، وكتب الشهود، ثم جاء آخرون بعد ذلك، وظهر بطلان ذلك لكونه لم يذكر أمرا يضرب إلى الذهن، وتبين أنه لم يفعل ذلك إلا لغرض له عنده، فإن زوجته امرأة أجنبية جائت إلى زين الدين وذكرت أن لها عنده [شيئا] (٢) وهو متغلب عليها، فأرسل له عبده فجاء به إليه، فتغيظ عليه وتوعده بالبهدلة إن لم يعطها حقها.

ثم في يوم الأربعاء ثاني الشهر اعترف بأنه كذب فيما يقول وإن جميع ما ذكره زور وبهتان، وذكر ذلك لبعض أصحابه وهو بالحبس، وقال: ما أعلم ما الحيلة في ذلك، فقال له: إذا دخل لك الشيخ عبد المعطي في الحكاية سدها (٣)، فجاء صاحبه إلى قاضي القضاة وأخبره بذلك، فأرسل إلى الأمير وذكر له ذلك، وأرسل إلى الشيخ عبد المعطي، فجاء إليه وقال له: المقصود أن تتوجه إلى الأمير الباش وتأخذ هذا الرجل في وجهك من جهتنا ومن جهة [الأمير] (٤) الباش ويسمع الأمير اعترافه، فقال: أنا مالي


(١) هو: محمد بن عيسى بن إبراهيم الشمس أبو عبد الله بن الشرف القاري (نسبة لقاره من أعمال دمشق) ولد سنة ٨٦٢ هـ بدمشق أمه خديجة ابنة الشمس محمد الدقاق السكري. نشأ فحفظ القرآن عند جماعة وجوده وجاور غير مرة ودخل القاهرة وسمع عن السخاوي صاحب الضوء. السخاوي: الضوء اللامع ٨/ ٢٧٤ - ٢٧٥ ترجمة رقم ٧٤١.
(٢) وردت في الأصول "شيء" والتعديل هو الصواب.
(٣) أي أصلح الأمر. وهي من الكلمات العامية المستخدمة من المؤلف وكذلك كلمة "قدامهم" في نفس الصفحة.
(٤) ساقطة من الأصل والمثبت ما بين حاصرتين عن (ب).