للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجدت بمكة مطلبا (١) أنا وزين الدين عبد الباسط بن ظهيرة يعني ابن القاضي جمال الدين بن نجم الدين، فتحناه ووجدنا فيه ذهبا كبارا وحملته معه إلى بيته، قال لي: أنا ما أعطيك إلا ذهبا، فإنك إن أخذت من هذا ظهر عليك، ثم ماطلني ولم يعطني شيئا.

فأرسل الأمير الباش الأمير سنقر المحتسب وسمع كلامه، ثم توجه الأميران إلى قاضي القضاة الشافعي برهان الدين بن ظهيرة وذكرا له الواقعة وكانت على ذهنه قبل ذلك فإنه جاء إليه قبل ذلك اليوم وذكر له هذا، فجمع بينه/وبين زين الدين، فباهته بذلك، فقال له القاضي: إن كان أحد علمك فارجع إلى الحق، وإن كان عليك دين فنحن نساعدك ونعطيك، فقال: أنا ما أقول إلا الحق، وفارقهم وهو مصمم على ذلك، وكان من كلام الأمير الباش لقاضي القضاة: اكتب محضرا ونكتب محضرا، ويحبس هذا القائل إلى أن أرسل إلى السلطان ويجينا الجواب، فقال له: على بركة الله، فتفرقا على ذلك، ثم استفسر القائل وهو عند بيت الأمير عن ذلك. فقال: إنني خرجت أنا وهو في الليل - في ليلة السبت الماضية (٢) - وهو متغيب في أرواق إلى خارج درب اليمن فحفرت وأخرجت ذلك، والقدر يأتي وزنه نحو قنطار شامي (٣) والقنطار الشامي نحو أربع مائة رطل مصري (٤)، فتوجه الأميران والشيخ حاتم المغربي راكبين والقائل معهم في خلق كثير إلى خارج درب اليمن فأراد محلا خارج الدرب، بالقرب منه بطريق السيل محفورا


(١) والطلب: الكنز. دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ١٤١.
(٢) أي السابع والعشرين من الشهر.
(٣) القنطار الشامي يساوي ١٨٥ كلغم أو ١٩٢،٤ كلغم. فالترهنتس: المكاييل، ص ٤٢.
(٤) والرطل من اليونانية. Litra وهو مكيال للسوائل يساوي ٤٨٠ درهما، والرطل المصري اختلف من زمن إلى آخر، ويساوي ٤٥٠ غم في القرن الثاني عشر وحتى العصر الحديث. فالترهنتس: المكاييل، ص ٣٢، سامح: المكاييل في صدر الإسلام، ص ٤٦.