للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى أواخر الشهر جاءت أوراق من السيد الشريف محمد بن بركات وهو في ناحية اليمن أن بعض المراكب وصلت إلى الشّقان (١) وأخبرت بمراكب وراءها منها من دابول مركبان ومن كنباية كذلك ومن تحت الريح (٢) واحد ومن كالكوط تسعة وغير ذلك، ثم بعد يومين وصل مركبان أحدهما تايه لبلبين عتيق والد الخواجا شمس الدين ابن الزمن، ثم بعد ذلك وصل مركب الخواجا جمال الدين الطاهر، ثم بعد ذلك وصل الخبر بأن مركب القاضي يحيى [أنصلح على البكار] (٣).

وفى صبيحة يوم السبت سابع عشرى الشهر - ظنا - سمعنا صوت شخص يصيح بالمسجد، ثم تبين أن شخصا مغربيا دلالا بمكة كان يصيح عند الأمير ويقول:

احملوني [و] (٤) غريمي إلى السلطان وإن لم تحملونا وإلا ما غريمي إلا الأمير الباش والأمير سنقر الجمالي، فنادو الأمير، واجتمع به هو والشيخ حاتم (٥) المغربي، فقال لهما إنني


(١) الشّقّان: جمع شق للدلالة على كثرة الشقوق، وهي كثيرة بين جدة والليث، لها ذكر في القرن الرابع الهجري. وشقان: ميقات أهل اليمن في البحر، وهو موضع يقابل يلملم. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٢٨٤ حاشية (٣).
(٢) لم يعثر على موضع بهذا الاسم فيما رجع إليه من المراجع الخاصة بالبلدانيات، وقد يكون مصطلح يدل على أن مركب من جهة ما غير محددة. أو من مكان غير مشهور، أو ربما كان يطلق عليه ذلك فيما مضى ثم اندرس أو تغير اسمه.
(٣) كذا وردت في الأصول، تكون الجملة قد حصل لها تحريف، ويفهم أنه جرى للمركب أمر غير مرغوب فيه وربما يكون نوع من العطب الخاص بالمراكب البحرية في ذلك الحين، أو نوع من العطب الحاصل بسبب الاصطدام بالشعاب المرجانية، وهو معروف بكثرة في البحر الأحمر أو يكون عكس ذلك وهو إصلاح المركب مما حصل له.
(٤) وردت في الأصول "أو" والتعديل يستقيم به سياق المعنى.
(٥) هو: أحمد الشهاب المغربي ويشهر بحاتم جاور بمكة وابتنى بها دورا، توفي في يوم الأحد السادس من ذي الحجة سنة ٩٠٢ هـ، ودفن بالمعلاة. العز ابن فهد: بلوغ القرى.