للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب المعلاة، وكان سيدها في بركتها وكانت كاتبة مباركة، تعلم البنات القرآن العظيم.

وفي يوم الجمعة ثاني عشري الشهر مات محمد ولد سراج الدين عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن الجمال المصري الأنصاري، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة عند سلفه.

وفي يوم السبت ثالث عشري الشهر مات عبد حبشي معتوق روّاء، كان يسوق الراوية (٢) لمقدم المماليك مثقال الحبشي المنفي إلى مكة، فيقال إنه قطع الراوية، بمعنى أنها تقطعت، فضربه لأجل ذلك ضربا مبرحا، فما جلس إلا أياما يسيرة وحمل نفسه في هذا اليوم إلى المسجد الحرام بباب السلام، فمات هناك، فجاء بعض المماليك السلطانية إلى قاضي القضاة الشافعي يسأله في تجهيزه، فقال له هو أولى بذلك، ثم بلغ الخبر باش المماليك السلطانية شاذبك فأرسل له أنه يجهزه، فأعطاهم أشرفيا، فجهز به وصلي عليه بعد صلاة مغرب ليلة الأحد، وأخبرت أن مقدم المماليك كان بالمسجد الحرام جالسا عند الباش وقت الصلاة عليه مع قيام الباش والصلاة عليه.

وفي هذا اليوم يوم الجمعة (٣) وصل الخبر إلى مكة بموت المقدم (١) علي بن شيشة بجدة من ضرب نائب جدة البدري أبي الفتح له، فإنه كان سعى عنده في أن يكون


(١) ورت في (ب) "بجاد".
(٢) الراوية مفرد وتجمع على روايا. وهي وعاء لحفظ الماء مصنوع من جلد الثور أو الجمل، وتتسع لأربع قرب، والقربة إناء لحفظ الماء مصنوع من جلد الماعز ويحمل الجمل عادة راويتين. الزهراني: أسعار المواد الغذائية، ص ١١٢.
(٣) أي الثاني والعشرين من الشهر.