للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأربعاء (رابع الشهر) (١) ولد عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر ابن عبد الحي بن ظهيرة أمه بنت عم والده زبيدة بنت - القاضي بجدة - محب الدين (٢) بن عبد الحي بن ظهيرة.

وفي يوم السبت سابع الشهر قسمت صدقة شاشات (٣)، وصلت من دابول على يد ملك التجار أحمد ابن الخواجا جهان محمود قاوان، وحصل لكل قاض عشرون شاشا، وللخطيب ستة عشر، وللقاضي جمال الدين أبي السعود بن ظهيرة أربعة عشر، ولبعض الناس اثنا عشر، وعشرة، وثمانية، وستة، وأربعة، واثنان وواحد، وكنت ممن حصل له سبعة، ورد الخطيب وقال: أنا لي في الشاشات التي تجيء العادة خمسة وعشرون فزيد أربعة أخرى فرد أيضا. ويقال: إن هذه الشاشات هي التي كانت تصل في كل عام على يد والده الخواجا جهان وليست من عنده، ففرقها ولده على هذه الهيئة ليسد بها عنه فإن الناس من الفقراء تطلعوا إلى شيء منه خصوصا لما أهدي لبعض الرؤساء شيئا من ذلك بخسا، كان الأولى به تركه، وعيب عليه ذلك، بل وأخذه لهذه


(١) ساقطة في متن الأصل واستدركها الناسخ على الهامش الأيمن للورقة في الأصل.
(٢) هو: أحمد بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة محب الدين القرشي الشافعي قاضي جدة. ولد سنة ٨٣٣ هـ، وأمه من زبيد نشأ بمكة وحفظ القرآن وسمع على جماعة وأجاز له جماعة دخل مصر غير مرة وكذا دمشق وناب في قضاء جدة عن الكمال أبي البركات بن ظهيرة. وحمدت سيرته، توفي في يوم الأربعاء الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة ٩٠٦ هـ بجدة وحمل إلى مكة ودفن بها. السخاوي: الضوء اللامع ١/ ٣٢٢ - ٣٢٣.
(٣) شاشات جمع مفرده شاشة (منديل العمامة): والشاش هو الموسلين الطويل الذي يلف حول العمامة كلباس للرأس وهو من الأزياء ذات الصبغة الرسمية الحافلة، ومنه نوع به نقوش باهرة من الحرير الملون. ماير: الملابس المملوكية، ص ١٠٤، ١٠٥.