للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشاشات وتفرقتها على هذا الحال، كونها لناس مخصوصين غالبهم فقراء، كان يحصل لهم بها رفق عظيم، ويقال إنها: ليست التي تجيء العادة بل أرسل معه سبعمائة دينار وهو الصحيح فيما علمت على الظن يفرقه على أهل مكة، فاشترى بها هذه الشاشات وفرقها ليظن أنها من عنده وكانت تفرقتها ذهبا أولى، فإنهم [قوّموا] (١) كل اثنين بدينار ولم يبع كل واحد إلا بأقل من ذلك إن كان صحيحا وإن كان فيه تقطيع فيباع بأبخس الأثمان والله الموفق (٢).

وفي ليلة الاثنين تاسع الشهر وصل قاصد من مصر ومعه الإفراج لملك التجار قاوان في أخذه لمال والده الموجود بمكة، فإن يوم الخميس ثاني عشر [الشهر] (٣) اجتمع قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة والشيخ محمد قاوان وابن عمه ملك التجار وغيرهم من جماعتهم والشهود/ببيت بير محمد [الكيلاني] (٤) الكبير الذي فيه المال المختوم عليه وفك عنه الختم وضبط المال، وذكر مع القاصد موت جماعة ووصول عسكر صاحب الروم إلى أول معاملة (٥) السلطان والله يصلح الأحوال.

وفي ليلة الثلاثاء عاشر الشهر وصل قاضي جدة فخر الدين أبو بكر بن علي بن ظهيرة وهو وجعان في محفة (٦) الأمير، ووصل معه نائبه وولده وعيالهما وجماعته


(١) وردت في الأصول "قاموا" والتعديل هو الصواب.
(٢) كانت الصدقات تصل إلى مكة المكرمة من المحسنين من داخل مكة ومن خارجها، والأولى تفرقتها كما يرغب صاحبها دون تحايل أو لعب بها.
(٣) ما بين حاصرتين إضافة يستقيم بها سياق المعنى.
(٤) ساقطة في الأصل والمثبت ما بين حاصرتين إضافة عن (ب).
(٥) ابن أجا: العراك بين المماليك، ص ١٨٣.
(٦) المحفّة: وهي كرسيان من الخشب إذا ضما إلى ظهر الجمل جلس فيهما راكبان على مثال جلوسهما على الكراسي ووجهما إلى رأس الجمل، وأغلب ما ترى المحفات في الركب -