للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا اليوم وصل نجاب (١) من مصر ويقال: إنه ليس معهم إلا مرسوم للشريف، ومرسوم لباش المماليك السلطانية شاذبك السيفي، وورقة من الدوادار الكبير لقاضي مكة الشافعي برهان الدين بن ظهيرة، ويبعد هذا الخبر لأجل كون القاضي لم يصل له مرسوم وما عرف حقيقة ما جاؤا له، وأخبروا بموت سيدي أبي البركات (٢) بن يحيى ابن الجيعان.

وفي ليلة الأربعاء ثاني عشري الشهر مات قاضي القضاة فخر الدين أبو بكر ابن علي بن ظهيرة القرشي المكي الشافعي رحمة الله عليه وصلى عليه شقيقه قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة بعد صبح تاريخه عند الحجر الأسود على عادة بني مخزوم، وذلك بعد أن نادى بالصلاة عليه فوق قبة زمزم الريس ودفن من يومه بالمعلاة إلى جانب أخيه - شقيقه - قاضي القضاة كمال الدين أبي البركات بن ظهيرة بالقبة التي استجدها، وشيعه خلق كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى. يقال: أنه لم ير بمكة جنازة أكثر منها مشيعا، وممن شيعه سلطان مكة محمد بن بركات وجماعة من أولاده وجماعته،


(١) نجاب: وهو حامل الرسائل والمراسيم السلطانية إلى الأمراء والمكلف بالنداء عليها. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٣١، حاشية رقم (٣).
(٢) هو: أحمد بن يحيى بن شاكر بن عبد الغني أبو البركات بن الجيعان شقيق أبي البقاء وصلاح الدين، ولد بالقاهرة سنة ٨٤٩ هـ ونشأ بها وحفظ القرآن وغيره وسمع على جماعة وأجاز له جماعة إلى أن خطبه السلطان الأشرف قايتباي لنيابة السر بعد النور الانبابي، فحمدت سيرته ومباشرته وسلك التواضع والاحتشام، واستمر حتى مات في منزلهم في صبح يوم الاثنين الثامن من شعبان سنة ٨٨٩ هـ واستقر بعده في كتابة السر أخوه صلاح الدين وترك عدة أولاد. السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ٣ - ٤ ترجمة رقم ٤، وجيز الكلام ٣/ ٩٥٦، ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٢٠٩، ابن العماد، شذرات الذهب ٧/ ٣٤٨.