للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمال الذين يشتغلون عين عرفة، وجعل ذلك لأجل أن العين تعمى عليهم أثرها، ووجدوا دبلا (١) عال على الأصل، وما يعلمون هل هو المجرى أو لا، ووجدوا أيضا الدبل الذي يخرج من بئر الظلمة (٢) عال على الدبل الذي يدخل إليها من عرفة وهم في حيرة من ذلك والله يهدينا وإياهم لسواء الطريق (٣).

وفي هذا اليوم وصل صاحب ينبع الشريف درّاج (٤) وكان وصل قبله مع عنقاء يحيى ابن الشريف سبع، وكان حصل بينهما قتال ونهب في هذا العام، تعدّى فيه درّاج أولا على المذكور، وعلى جماعة نفسه، ثم حشدوا له [وحصروه] (٥) ببلده، ثم


= ويقال له طريق ضباب وتسمى الآن عند أهل مكة الظلمة". الفاسي: شفاء الغرام ٢/ ٣٩٤، النهروالي: الأعلام، (تحقيق الكردي) ص ٢٨٣.
(١) والدّبل هو: الجدول وقد يكون القناة. النهروالي: الأعلام ص ٢٢٥، أنيس، المعجم الوسيط، ص ٢٩٤.
(٢) وردت كذا في الأصول وقد يكون أراد بها "المظلمة".
(٣) الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٥٥٧ - ٥٥٩، وفيه "أصل اتخاذها عادة"، النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٣/ ١٨٢ - ١٨٤. وفيه الخبر مذكور ببعض اختلاف. وهذا العمل من العادات المنافية لشرع الحنيف، وربما أوردها المؤلف هنا من باب سرد الأحداث كما هي، وفيها دلالة على روح العصر وما فيه من منكرات.
وقد ذكر الغازي أيضا أصل هذه العادة وهي حكاية عجيبة يشوبها بعض الخزعبلات وقد خمن ورودها في كتاب "آكام المرجان في أحكام الجان"، وقد أورد ذكر نصها كاملا. عبد الله غازي، إفادة الأنام ٣/ ٢٩٩ - ٣٠٥.
(٤) هو: دراج بن معزى الحسني، أمير الينبوع، استقر فيه في أواخر سنة ٨٨٧ هـ عقب الأمير سبع، نيابة عن صاحب الحجاز حيث فوض إليه. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٢١٧ ترجمة رقم ٨١٤.
(٥) وردت في الأصول "حضروه" والتعديل عن العز ابن فهد، غاية المرام ٢/ ٥٤٧.