للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيده المستجدة ثم تحدث الناس بأن قاتله مفتاح البوقيري [بمواطأة] (١) من ياقوت العزيزي (٢) وغير ذلك والله أعلم.

وفي يوم الاثنين تاسع عشر الشهر طلعت الشمس وبعضها مكسوف لا يظهر إلا لمن تأمل ونودي بالصلاة جامعة فصلى الخطيب صلاة خفيفة ثم خطب خطبة على العادة جعل ما قبل الجلسة كله حطا على القاضي برهان الدين بن ظهيرة وعرض بعبدهم المقتول (٣)، كونه لم يعلم قاتله وأن ذلك [بمواطأه] (٤) منهم، وبأكل مال بيت المسلمين، وصرفه في العمارة بالماء والطين، وأنكر أهل الخير عليه ذلك لكونه ليس المقصود النصيحة وإنما المقصود الأذية لهذا الرجل وأهله بالخصوص، والله يوفقنا وإياهم وجميع المسلمين/.

وفي هذا الشهر زاد سعر القمح زيادة فاحشة أضرت بالمسلمين وذلك لعدم الواصل من البحر، وأظن أن الزيلعية وصلت لنحو سبعة، والمصرية لنحو ثمانية، والدخن لنحو سبعة، والذرة لنحو ستة. وجعل الناس بمكة وجدة الخبز من الفول، ثم


(١) وردت في الأصول "بمواطئية" والتعديل هو الصواب.
(٢) هو: ياقوت الحبشي العزيز، نسبة لمولى له بصري يقال له: عبد العزيز الكمال بن ظهيرة، مات بمكة في شهر ذي الحجة سنة ٨٩٧ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ٢١٣ ترجمة رقم ٩٢٥.
(٣) السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ٩٧٥. وفيه حكى السخاوي أنه مما قاله الخطيب في خطبته بعد ذبح اللصوص لبدر الكمالي وامرأة بجدة: "وقد قتل فيه أنثى وذكر، وكسف الشمس والقمر، وعمّ بالحكام الضرر".
(٤) وردت في الأصول "بمواطئة" والتعديل هو الصواب.