للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السيد أبي سعد بناحية اليمن وحملت إلى مكة، فوصل بها إليها ضحى يوم الجمعة، ودفنت بالمعلاة بعد أن صلى عليها بعد صلاة الجمعة عند باب الكعبة، زين الدين عبد الرحمن بن الآدمي المصري، بعد منع الخطيب محب الدين النويري من الصلاة عليها (١)، واسى عليه القائد مسعود بن قنيد نائب الشريف في الحكم بمكة، وهو يكلمه أيضا بكلام لا طائل تحته، ثم وصل الخبر إلى السيد الشريف محمد بن بركات وهو بناحية اليمن فأرسل إلى القائد مسعود بن قنيد وقال له: أرسل إلى الخطيب وقل له يدعو [لى] (٢) جهرا وإلا منعته، فأرسل له محمد ابن بنت مليح وغيره وأساؤا عليه إساءة بالغة بالسويقة في الطريق، وقالوا له: إن لم [تدع] (٣) للشريف في الخطبة يوم الجمعة دعاء مليحا وترفع صوتك، وإلا جاءك مالا خير فيه، والله يوفقه للصواب ويذهب عنه الجكر (٤) والبغي، فإنه باغ بالبداءة والباغي له مصرع. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وفي يوم الثلاثاء تاسع عشري الشهر وصل بدوي من ينبع مرسول من قاصد الشريف محمد بن بركات بن حسن بن عجلان، السيد عنقاء بن وبير النموي وهو متخلف بالينبوع، ومعه أوراق للناس من مصر وفيها أخبار ليست سارة، منها الغلاء،


(١) وسبب ذلك: أن الشريف كان متشوشا من الخطيب محب الدين النويري، فإنه كان يخفض صوته عند الدعاء له، ويختصر جدا، ويقول: هذا هو العادة. وضم إلى ذلك التعريض بالقاضي الشافعي برهان الدين بن ظهيرة وولده في خطبة كسوف الشمس في التاسع عشر من شهر صفر من السنة. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٤٨.
(٢) وردت في الأصول "إلى" والتعديل هو الصواب.
(٣) وردت في الأصول "تدعو" والتعديل هو الصواب.
(٤) والجكر هو الغيرة.