السمحة، ولكنه كان متأثرا بعصره الذي سادت فيه الصوفية ولم يمنعه ذلك من الاعتدال.
فمن ذلك ذكره حادثه الشيخ عبد الله الذي ادعى الصلاح وجلس في جبل عرفة وتردد عليه العوام ونقل عنه كلام سيئ فقال:" قبحه الله تعالى".
وما قاله في التفريق في مكان الدفن بين سيدتين توفيتا:" ودفنت الأولى بالمعلاة عند تربة ابن جوشن، والثانية بأجياد بالقرب من بيت والدها، وهذه نزغة شيطانية نسأل الله السلامة منها ولا قوة إلا بالله".
كما أن ذكره المتكرر لعادة بني مخزوم في الصلاة على أمواتهم عند الحجر الأسود وهم بذلك يخالفون الجميع في صلاتهم على الأموات عند باب الكعبة يعتبر من عدم الرضا عن ذلك إذ لو كان الأمر عاديا لم يكن ليكرر ذكره في كل وفاة مخزومية.
كانت الصدقات تصل إلى مكة المكرمة من المحسنين والمتصدقين من داخل مكة المكرمة ومن خارجها. وكانت العادة أن يأخذ ثلث هذه الصدقة الشريف بمكة والبقية يتم توزيعها عن طريق قاضي القضاة على الناس كل على حسبه. ذكر ذلك العز ابن فهد في أكثر من موضع وكان هو أحد من توزع عليهم هذه الصدقات فيأخذها ولكن بنفس غير راضية إلا للحاجة الماسة. فيقول عند حصوله على حصته في إحدى المرات:" والله يغنينا بفضله عن خلقه".
أمّا عن الثلث (من الصدقة) الذي كان يأخذه الشريف فلم يعلق عليه بنقد أو ما شابه ذلك، حيث أصبح الأمر مسلم به أو ربما له العذر في ذلك.
كما أنه نبه على سنة الرسول ﷺ في سرعة وتعجيل دفن الميت في وفاة القاضي جمال الدين محمد بن القاضي نجم الدين بن ظهيرة حيث قال العز (وأخر دفنه لثاني تاريخه … والسنة تعجيل الدفن وترك طلوع الجبل لرؤية الهلال).