للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الأودية ألف عود، ويقال إن بالوادي مات اثنان تحت عودين، وسقط بجدة بعض الطيارة (١)، وذهب ببعض مراكب إلى بين العلمين (٢) وغرق بعض السنابيق (٣) والزعائم وكان مهولا بالوادي وجدة.

وفي ظهر يوم الاثنين تاسع عشري الشهر مات القاضي جمال الدين محمد بن القاضي نجم الدين ابن القاضي أبي البركات بن ظهيرة وأخر دفنه لثاني تاريخه، وتوجهت الرسل بجدة والأودية بالإعلام بذلك، والسنة تعجيل الدفن، وترك طلوع الجبل لرؤية الهلال. وفي صبح يوم الثلاثاء سلخ الشهر صلى عليه ابن عمه قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة عند الحجر الأسود على عادة بني مخزوم بعد أن نادى الريس فوق قبة زمزم بالصلاة على العبد الفقير إلى الله تعالى الشيخ الإمام العالم العلامة قاضي المسلمين جمال الدين بن ظهيرة، ودفن بالمعلاة بالتربة المستجدة لهم عند ولده (٤) عبد الوهاب (٥)، وشيعه خلق كثير لا يحصى عددهم إلا الله تعالى، وتتابع الناس في المجيء من جدة والأودية للتعزية في هذا اليوم وما بعده إلى يوم الختم.


(١) هو نوع من السفن.
(٢) العلمان: هما إشارتان في البحر أمام ساحل فرضة جدة وقد ذكر ذلك العز بن فهد في بلوغ القرى من خلال حديثه عن فرضة جدة.
(٣) سنابيق جمع مفرده سنبوق (سنبوك): سفينة كبيرة تبلغ حملوتها ما بين ٨٠ - ١٨٠ طنا وهي مكشوفة وليس لها ظهر، مدببة المقدمة عريضة المؤخرة ولها شراع لاتيني (أي مربع). سعاد ماهر: البحرية، ص ٣٤٨ - ٣٤٩.
(٤) وردت في الأصل "ولدة" وفي (ب) "والده" والتعديل يستقيم به سياق المعنى.
(٥) هو: عبد الوهاب تاج الدين بن الجمال أبي المكارم محمد بن النجم محمد ولد سنة ٨٥٥ هـ بمكة وأجاز له جماعة ودخل القاهرة وكنبايه وغيرهما، توفي في سنة ٨٨٥ هـ ودفن بالمعلاة. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٦٦٣، السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ١١٣ ترجمة رقم ٤٠٤.