السلطان في عوده للولاية، فلما وصل مصر سأل السلطان في ذلك فتغير وقال: هم يعزلوه وهم يولوه، لا ما عليك منه، ولم يخلع على أمير الأول خايربك الأشرفي إلا بعد ثلاثة أيام، وتغيظ عليه الذي كان معه - الخطيب - وتركه بينبع ولم يصل به معه، ووقف العوام للسلطان بالقصة وأرسلوا بأن الخطيب ضرب وقطعت [ثياب](١) الخطابة، والله يصلح أحوال المسلمين.
ويقال أيضا أن الشريف بذل في قضية الخطيب خمسين ألف دينار وأعطى منها بمصر عشرين ألفا، والباقي بمكة، ثم ظهر كذب ذلك.
وفي ليلة الثلاثاء رابع عشري الشهر، قتل محمد بن عبد الله الفضلي، اتهم بقتله جماعة وهم: جوهر الجمالي الظهيري وبدر فتى ابن زبرق وعطية المغني المولد، عند مصباح بنت علي اليمني الزبيدي، فإنه دخل عليهم وهم يسكرون ببيتها وأراد أخذها فامتنعت، فجرها وأراد إخراجها فامتنعوا منه، فهاش عليهم بسيف كان معه جاء به قصدا لذلك فإنها صاحبته، وكان سمع بمجلسهم، فطعنوه في كتفه وفي خاصرته وبطنه فمات، فحملوه ورموه بالطريق وهرب الثلاثة، فتزيى عطية في هيئة النسوان نهارا في الزقاق، ودخل إلى بيت، فمسك وذهب به إلى الشريف محمد بن بركات وكان ذلك يوم وصوله فأمر بحبسه في بيت الوالي. ثم ظهر العبدان بالطايف بعد أن تخبوا بمكة، ووصل الخبر بذلك إلى مكة والشريف بها، فشعر به بعض أهل الحارة لما رآه مرميا فحمل إلى بيته فجهز في ليلته وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة تجاوز الله عنا وعنه.
(١) وردت في الأصول "ثيابه". والمثبت يستقيم به سياق المعنى.