للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكل ما لحقهم أحد ضربوه ضربا مبرحا فلما كانوا عند بيت الأزيرق حصل بينهم كون (١) عظيم قطعت فيه يد شخص منهم، من علي بن حسن الكبشي ولم يكن مع أصحابه وإنما نزل من بيته لقضاء حاجة من/السوق، وحصل لراجح بن مبارك بن حليمة ضربة في جبهته بالسيف انهدل فيها بعض جبهته، فظن أن السيف انكسر في جبهته. فصار يحيدها هو أيضا، ثم غشي عليه فرآه أصحابه وهو بالأرض فردوا الخارج وأبكوا عليه، إلى أن عاد، ثم قطب ذلك فتقطع، ثم قطب ثانيا، وحصل لكل من الفريقين .. (٢) كثير، لكن في أهل المعلاة وسوق الليل أكثر، وممن أصابه ذلك يقال إنه كان يخشى عليه أحمد الباني الشهير بالكبش ثم نادى الدولة بالليل لا يتعرض أحد لأحد إلى الصبح، ثم اجتمع الدولة في الصباح وانفصلوا على غير شيء، فنودي ثانيا، لا يتعرض أحد لأحد إلى ثاني يوم، ثم ادعى المقطوع اليد في الواقعة على قاطعه وهو علي بن حسن الكبشي عند القاضي الشافعي جمال الدين أبي السعود، فأنكر هذا الفعل كثيرا وسمع الدعوى فأنكر القاطع فحلف عند باب من أبواب المسجد خمسين يمينا، فإنه ادعى أنه وجعان أيضا فأمر القاضي أن يؤتى به إلى باب المسجد محمولا فحمل، ثم في ثاني يوم جاء المقطوع ببينة فقبل واحد وحلف معه خمسة وعشرين يمينا، فأثبت له القاضي أظنه القصاص، وسمعت من الناس أن القاضي قال: إنما يلزمه الدية فإن فعله ليس بعمد والله أعلم، ثم أمر القاضي بحبسه عند ابن قنيد فحبس، ثم في عصر يوم الجمعة تاسع الشهر سالت عين راجح بن حليمة، ثم توفي في ليلة السبت عاشر الشهر وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وشيعه خلق كثير، وكان لما حصلت له الضربة في جبهته قال لأهله: مابي إلا عثمان بن شكم، ومصداق ذلك ظاهر فإن


(١) وردت في الأصل "كرن" وفي (ب) "كدن" والمثبت يستقيم به سياق المعنى.
(٢) كذا وردت في الأصول ويتضح أن هناك سقطا.