للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضربة شولاء (١) والضارب أشول. فتكلم أهله في ذلك، فجاء المتهم إلى القاضي فسئله أنهم لا يأخذونه إلا بالشرع ولا يسطون عليه، فقال: لهم القاضي والدولة اصبروا حتى يصل الشريف، والله أعلم بما يكون.

وفي ليلة الأحد حادي عشر الشهر ماتت بنت لعبد الله بن عمر الشيبي وصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفنت من يومها بالمعلاة عند سلفها.

وفي آخر هذه الليلة أو أول اليوم الذي يليها ماتت مستولدة الشريف أبي الخير بن عبد المعطي بن أبي السرور الفاسي وهي زوجته المغربية وصلي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنت من يومها بالمعلاة، وكان الجمع حافلا وخلفت منه صبيا وبنتين.

وفي يوم السبت سابع عشر الشهر وصل الماء من عين أبي رخم إلى البازان التي عند الصفا، فحصل للناس بها سرور عظيم (٢) فالله يديمها على المسلمين ويأتي بعين حنين على العادة فإن العمل فيها، وكان حصل للناس شدة عظيمة في هذه السنة بل من العام الماضي وصار الناس ما يستقون الماء إلا من الأبيار، ثم إن كثيرا من الأبيار (٣) نشف، وعلى الماء البحر أيضا، فإن كثيرا من الأبيار التي بمكة نشفت وصارت الراوية الحلو تسوى قريب المحلق، والبحر النصف من ذلك، فلما وصلت العين بقيت الراوية الحلو بنصف محلق وأقل بل وأكثر ورخص الماء.

وفي يوم الأربعاء حادي عشري الشهر وصل الخبر إلى مكة بأن قاصد السيد الشريف محمد بن بركات وصل إليه من مصر وهو زاهر البلوي، متقدما عن الحجاج


(١) وردت في الأصل "شولاه" وفي (ب) "شولات" وهو والمثبت هو الصواب.
(٢) السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ١٠٠٣.
(٣) وردت في الأصل "بيار" وهو والمثبت هو الصواب عن (ب).