للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسنات القاضي، بل قال بعض العلماء إن ذلك من صلاحه، والله يزيده من فضله وتوفيقه (١).

وفي صبيحة الليلة المذكورة كانت وليمة العروس فمد السماط بالفازة، وكان حافلا إلا أنه ليس كعادتهم، وحضر عليه الأعيان من القضاة، والفقهاء، والترك، والغرباء، ولم يتخلف عن الحضور إلا من لم يذكر.

وفي يوم السبت حادي عشر الشهر مد سماط الحلوى بقاعة بيت العروسة وحضره القضاة، والأعيان، والفقهاء، وبعض الغرباء فانعم الناس في الدعوة وهو أيضا ليس بحافل كعادتهم وكل ذلك مقصود.

وفي ليلة الثلاثاء سابع الشهر مات الشريف أبو سعد (٢) ابن صاحب مكة السيد بركات بن حسن بن عجلان بالجدعاء (٣) من اليمن وحمل إلى مكة فوصل به إليها في ظهر يومها وجهز ببيته، وحمل إلى المسجد الحرام فصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة قاضي القضاة الشافعي جمال الدين/أبو السعود بن ظهيرة وحمل إلى المعلاة


(١) يفهم من السابق أن ما كان يعمل من أمر المنديل على العادة كان لأخذ بعض المال من الأثرياء والأعيان والتجار وغيرهم بسيف الحياء، كونهم مدعوين إلى الحفل فعليهم إطاعة الداعي. كما أن حضور قاضي القضاة ومن معه من العلماء لهذا الحفل وما فيه من منكرات ومغاني مخالف للشرع وهي من المحرمات التي وقع فيها هؤلاء الناس غفر الله لهم.
(٢) هو: أبو سعد بن بركات بن حسن بن عجلان السيد ابن صاحب الحجاز السيد زين الدين الحسني أخو السيد الجمال محمد وأمه كوكب الحبشية، كان في وفد أخيه وتحت طاعته ولم يخرج عنه مع عقل وشجاعة. السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ١٣ ترجمة رقم ٣٤٩، وجيز الكلام ٣/ ١١٠٩ ترجمة رقم ٢٣٢٧، ابن العماد، شذرات الذهب ٧/ ٣٥٦.
(٣) لم يعثر لها على تعريف شاف فيما رجع إليه من كتب البلدانيات.