للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدفن بقبة والده على أخته فاطمة، وكان الجمع في جنازته حافلا، وعمره ظنا نحو الخمسين سنة والله أعلم، وولد فيما سمعنا سنة خمس وأربعين وأمه كوكب ووصل معه ابنه فقط، وكان الشريف وأولاده والفريق بقديد ناحية الشام، فبلغهم الخبر، فوصل يوم الخميس تاسع الشهر إلى مكة المشرفة الشريف بركات بن السيد محمد بن بركات وعمه الشريف إبراهيم في خمسة عشر مرجلا (١)، ووصل إلى مكة أيضا في الليلة المذكورة الشريف رميثة بن بركات، وكان بالمبارك (٢) وختم يوم الجمعة، وفيه سافر السيد بركات ومن معه إلى والده بعد أن طاف طواف الوداع، وجاء بعده إلى القاضي النوري بن ظهيرة إلى بيته للسلام عليه بسبب الزواج.

وفي ليلة الأربعاء ثامن الشهر قتل جار الله (٣) بن بحير من أهل وادي أبي عروة ثم صار حبابا بمكة وجدة ويسفر بالحب من جدة إلى مكة، كأنه بحاصل حبه، واتهم بقتله ثلاثة فأمسكوا بجدّه، ثم تعصب لهم جماعة فاخرج اثنان وبقي الثالث، وهذا الثالث قد وجد بثوبه الدم وفيه بعض خربشة، وفقد بعض مال كان معه للناس، والله يقتل من قتله ويكشفه على رؤوس (٤) الخلائق عاجلا، وكان ضعيفا وله أخوان بوادي أبي عروة بجدة، وأولاد زوجة بمكة عوضهم الله خيرا.


(١) وردت في الأصل "مرحلا" والتعديل عن (ب).
(٢) المبارك: قرية وعين جارية اندثرت الآن، وتقع قرية المبارك على الجانب الأيسر للوادي وتعتبر الحد بين وادي الزباره وبنى عمير وهي الآن قرية للأشراف المناعمة عند مصب وادي نبع للأشراف المناعمة. سرور: العيون في الحجاز، ص ١١٢.
(٣) هو: جار الله بن بحير من أهل وادي أبي عروة ثم نزيل مكة. قتل بجدة. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٥١ ترجمة رقم ٢٠٠.
(٤) وردت في الأصل "روس" والتعديل عن (ب).