للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أول يوم الاثنين ثامن عشر الشهر مات الشيخ الشمس محمد المصري أحد الشهود بمكة، وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة.

وفي صبيحة يوم الجمعة [ثالث عشري] (١) الشهر وصل قصاد من مصر بأوراق، ومضمونها أن السلطان طيب وكان أشيع بمكة غير ذلك، وأنه أعاد التجريدة إلى حلب، وخرج أوائلهم، بعد أن سمع أن عسكر ابن عثمان أعاد [بناء زمنطو] (٢) وبعض الحصن. وأنه جعل تنبك قرا (٣) حاجب الحجاب (٤)، وقدم كلا من الواليين يشبك من حيدر المنفصل، ومغلباي المتولي يعني لتقدمة ألف.


(١) وردت في الأصول "ثاني عشر" والتعديل هو الصواب حسب دخول الشهر وما جاء بعده.
(٢) ولم يعثر على تعريف لها "زمنطو" فيما تيسر من كتب البلدانيات.
(٣) هو: تنبك قرا الأشرفي إينال، تنقل إلى أن عمل الدوادارية الثانية في أيام الأشرف قايتباي وقتا، ثم صار أحد المقدمين ثم حاجب الحجاب، سافر في عدة تجاريد منها التي في سنة ٨٩٥ هـ، وحمدت مباشرته وميله للعلماء في الجملة، وقرأ على التقي بن الاوجاقي، توفي في سنة ٨٩٧ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٤٣ ترجمة رقم ١٧٧.
(٤) حاجب الحجاب: اختصت وظيفة حاجب الحجاب بالفصل في الخصومات بين مماليك الأمراء طبقا لأحكام قانون خاص، لا طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية، وكان من اختصاصه كذلك تقديم الضيوف والرسل إلى السلطان، فضلا عن الإشراف على تنظيم مواكب الجيش وكان من المعتاد أن يعين السلطان خمسة حجاب، اثنان منهم وهما: حاجب الحجاب والحاجب الثاني من أمراء الألوف، وإن كانت وظيفة حاجب ثاني انحدرت في أواخر العصر المملوكي فأصبح صاحبها يعين من أمراء العشرات، وعند إنشاء هذه الوظيفة كان ثلاثة حجاب: حاجب الحجاب، والحاجب الأول، والحاجب الثاني. وأول من زاد عددهم إلى خمسة هو السلطان برقوق. ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٤ حاشية (٣)، البقلي: التعريف بمصطلحات صبح، ص ٩٧.