للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأحد سابع عشر الشهر بلغنا بمكة أن القضائي الصلاحي صلاح الدين ابن قاضي القضاة الشافعي بمكة المشرفة وجدة المعمورة، خطب بجدة يوم الجمعة خامس عشر الشهر خطبة بليغة حضرها التجار وغيرهم، ومشوا أمامه في التوجه إليها والرجوع إلى دارهم، ومد لهم به سماطا عظيما، وأنشد المرقي له وهو الريس بمكة أبو عبد الله ابن أبي الخير بن محمد بن أبي الخير قصيدة في الخطيب والخطبة استحسنها الحاضرون فالله يبلغ والده ومحبيهما فيه كل خير ومأمول.

وفي ليلة الخميس الثامن والعشرين وصل قاضي القضاة جمال الدين أبو السعود ابن ظهيرة أجله الله تعالى إلى مكة المشرفة (١) ومعه أولاده وعياله بنيّة السفر لزيارة المصطفى ، هو وأولاده وعياله وإخوانه وعيال والده وعيال عمه أبي البركات وأبي بكر، صحبة السيد الشريف محمد بن بركات هو وأولاده وعياله وحفدته، من جهة الشرق كتب الله سلامة الجميع (٢)، وتقبل منا ومنهم صالح الأعمال.

وفي عصر يوم الجمعة تاسع عشري الشهر شدت بعض (٣) زواملهم (٤) وبرزوها إلى بين بستاني جاني بك وابن مزنة.

وفي صبح يوم السبت سلخ الشهر شدوا بقية حوائجهم وشقادفهم وطاف قاضي القضاة الجمالي - المشار إليه قريبا كتب الله سلامتهم وسلامة الزائرين المسافرين


(١) العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٩٨. وفيه "وصل من جدّه".
(٢) العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٦٨. وفيه الخبر ببعض تصرف.
(٣) وردت هذه اللفظة مكررة في الأصل.
(٤) الزوامل جمع مفردها الزاملة، وهو مؤنث الزامل، التي يحمل عليها من الإبل وغيرها. الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص ١٣٠٦، أنيس: المعجم الوسيط، ص ٤٢٦.