للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالوادي في الليلة الثانية ويومها، ويحكى عن القافلة أنها كبيرة جدا، وأن الرخاء كان معهم كثير، وكذا بالمدينة ولم يبلغني إلى الآن عدة شقادفها، وسحرها، وزواملها، ورواحلها، وخيلها، وحمرها إلا أنها كثيرة.

وفي مغرب ليلة الأربعاء ثاني الشهر ولدت بنت الشهاب أحمد بن علي بن محمد الفاكهي أمها أمة مستولدة أخيه أبي السعادات الفاكهي.

[و] (١) في ليلة السبت خامس الشهر مات أبو بكر بن أبي الفضل الزين بهدة بني جابر، وحمل إلى مكة فوصل به إليها الضحوة العالية، وجهز بدارهم وصلي عليه بعد صلاة الظهر عند باب الكعبة، ودفن عند سلفه بالمعلاة وإيانا، ولعل وجعه كان دون نصف شهر بالحمى وكانت تقلع أيضا، وكان طيبا آخر أيامه ولم يكن عليه أثر الموت ولا ما يقاربه، ولم يخرج دما، فثار عليه في تلك الليلة دم فصار يشبط في الحاضرين ثم توفي بعد يسير ولم يخلف ذرية.

وفي ليلة الأحد عشري الشهر وصل أولاد قاضي القضاة جمال الدين أبي السعود ابن ظهيرة وعياله وإخوته وأولاد عمه إلى مكة من جدة، وعمل مبرك (٢) لفاطمة بنت القاضي كمال الدين أبي البركات فإنها ماتت خارج مكة، ودخلوا ضحى


(١) ساقطة في الأصل والمثبت ما بين حاصرتين عن (ب).
(٢) المبرك: اسم مكان من برك. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٧٢.
حقيقة لم أجد تفسيرا لهذه اللفظة ولا حتى من خلال قراءتي لكتاب بلوغ القرى، وأرجح أن تكون هذه اللفظة هي اسم لشيئ يحمل فيه الميت أو احتفال ذا صفة معينة، أو يكون اسما للهيئة - هيئة أو شكل المستقبلين - التي تم بها استقبال ودخول الجنازة، حيث يفهم ذلك من بيقة الخبر. وربما هو نوع من الشقادف ويعمل له معادل.