للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الليلة التي تليه وصلت (١) إلى مكة والدة السيد زين الدين بركات.

وفي يومها خامس عشري الشهر شمرت ثياب الكعبة وبرقعها وتسميه اهل مكة إحرامها.

وفي أول ليلة الأربعاء سابع عشر الشهر اتفقت عركة كبيرة بين فرقتي الحبوش وهما سحرت وجزل، وسببها أن عادت جزل يلعبون على جباجبهم ويرقصون بالشبيكة فمنعهم نائب جدة تنم الخازندار لقربهم من بيته، ثم صاروا يلعبون بجبل جزل الذي متعبد الجنيد بلحفه، فشوشوا عليه أيضا لقربهم منه أيضا. فلما جاء الشريف بركات شكوا عليه ذلك، فأمرهم أن يلعبوا في ليلة تاريخه عند بيته بأجياد محل لعب سحرت فلما سمع السحرت بذلك تعبوا لهم بالأسلحة فلما أخذوا بالدخول إلى أجياد خرجوا عليهم بالسلاح وجرحوا بعضهم. فسمع السيد بركات بذلك فأرسل (٢) أخاه هيزع ليكفيهم عن بعضهم بعضا، فما قدر على ذلك لالتحامهم في بعضهم وكثرتهم فصاح إلى أخيه أنني عجزت وإن كانت البلاد لك فأنزل إليهم واستبقهم فنزل وركب فرسه وخرج إليهم وصاح عليهم فتفرقوا فأمر بمسك نقيبين لهم لسحرت من كبارهم واستدعى بحبلين وتوجه هو وأخوه وهما معه إلى درب المعلاة فشنقهما وعاد.

وفي صبح يوم الأربعاء المذكور دخل أمير البشائر قانصوه الأشرفي قايتباي ومعه جماعة من الأتراك وعمر بن السيرجي وطافوا وسعوا.

وفي أوله ولدت أم هاني بنت النوري علي بن البرهاني بن ظهيرة وأمها فاطمة بنت أبي البركات بن ظهيرة.


(١) وردت في الأصل "وصل" والمثبت من (ب).
(٢) وردت في الأصل "ارسل" والمثبت من (ب).