للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناظر على الحرم الشريف الجمالي أبو السعود بن ظهيرة، أمتع الله المسلمين ببقائه للصلاة، فصلى بالناس بالضحى وألم نشرح وسر الناس بذلك ودعوا له، وفي أثناء إبطاء الإمام توجه إلى بيته أحد الفراشين محمد بن تاج الدين، فوجده فيه ولم يتوضأ، فأخبره بالآذان وناجزه (١) فتوضأ ولحق الناس في أثناء الصلاة، وتخطاهم إلى أن صلى/في الصف الثاني، فلما فرغ من الصلاة سلّم على القاضي وعاد، فبينما هو في أثناء المسجد، وإذا بأخيه مكرم [يواجهه] (٢) بكلام فظ، وحصل بينهما كلام، وقال مكرم لابن تاج الدين: لأي شئ ما [دورت] (٣) عليّ أنا كنت بالمسجد الحرام، وسبه فقال له ابن تاج الدين: لا يلزمني هذا، وأعاد عليه ما سبه به، ولو لم يواجهه أخوه كان أليق وأجمل بهما، فإن الناس صاروا في المسجد حلقا حلقا، وبعضهم يذم الثلاثة الأخوة، وبعضهم يرجح بينهم، (٤) والله يستر أحوالنا ويجمل أفعالنا.


(١) ناجزه: عاجله وأسرع به، ويقال باعه ناجزا. أي يد بيد. ابن منظور: لسان العرب ٥/ ٤١٣. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٩٠٣. نزيه حماد: المصطلحات الاقتصادية في لغة الفقهاء، ص ٣٣٥.
(٢) وردت في الأصول "واجهه" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصل "درت" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى، والمراد بها ما بحثت عني.
(٤) كان إمام المقام ابو البركات بن الامام محب الدين الطبري الشافعي، لم يحضر للصلاة بالناس في صلاة العشاء، فصلى بالناس ناظر الحرم الجمالي ابو السعود بن ظهيرة، فذهب أحد الفراشين واسمه محمد تاج الدين لأبي البركات في بيته فأخبره بالآذان وتوضأ ولحق بالناس في أثناء الصلاة. فغضب مكرم على أخيه لتأخره عن الصلاة بالناس. وغضب مكرم على محمد تاج الدين الفراش الذي لم يبحث عنه في المسجد ليصلي بالناس. وهذا هو الخلاف بين الثلاثة الأخوة. مع كون مقتضى الأدب كان عدم التعرض لابو البركات، فإن ما تسبب فيه أعظم شرف لهم، حيث باشر الناظر ذلك بنفسه ولم يأمر به غيره، ولكن أين التدبر. السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ١١٨٤.