للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمل في صدرها وبعض جوانبها البواشخين (١)، وفي باقيها الستر (٢) والمساند (٣) والمخاد.

وفي ليلتي اليومين المذكورين، كان القاضي، وجماعته، وبعض الفقهاء، وكثير من التجار يحضرون بالفازة، والمطربون يلعبون، ويحصل بعض نقوط ذهب من التجار.

وفي آخر هذين اليومين، أنشد بالفازة قصيدتين لعلى (٤) بن ناصر الشاهد، ولعلى الطنبداوي الشهير بابن عاشور، وكانت قصيدة الثاني أحسن بكثير.

وفي يوم الإثنين، عشري الشهر، أحضر البهلوان الرومي، فلعب بالفازة، فرأينا منه أمرا عجيبا، فكان/من ذلك أنه أدار بيده متينا على رقبته، ولوى طرف الحبل على عود إلى أن انقطع الحبل، وشق خف الجمل الطري بيده نصفين، وكسر ساقه


(١) البواشخين: لعله البشتميخ: مسند خلف الظهر، وتعرف في الفارسية بالبستخنة بيش بمعنى أمام، وتخته تعني المنضدة، أي المنضدة الأمامية، وتستخدم عادة لأكابر الناس. محمد قنديل البقلي: التعريف بمصطلحات صبح الأعشى، ص ٦٥. أو تعنى بالفارسية معرض خانه أي الناموسية وتصنع من القماش الخفيف. التونجي: معجم المعربات الفارسية في اللغة العربية، ص ٤٢.
(٢) الستر: كل ما يستر به كائنا ما كان. وستر الشيئ غطاه. ابن فارس: معجم مقاييس اللغة ٣/ ١٣٢. الرازي: مختار الصحاح ص ١٤٥. ابن منظور: لسان العرب ٤/ ٣٤٣ وربما كانت الستائر المصنوع من القماش والمعروفة اليوم.
(٣) المساند: كل ما يستند إليه. ابن منظور: لسان العرب ٣/ ٢٢٠. الفيومي: المصباح المنير، ص ١١٠. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٤٥.
(٤) علي بن ناصر بن محمد بن أحمد النور ابو الحسن البلبيسي ثم المكي الشافعي ويعرف بالحجازي وابن ناصر. ولد في ثالث عشرة رجب سنة ٨٤١ هـ بمكة ونشأ فحفظ القران وكتبا واشتغل في الفقه وأصوله، والعربية. مات سنة ٩١٥ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ٤٥. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٦٢١. ابن العماد: شذرات الذهب ٨/ ٧٣.