للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطري أيضا على ساقه وعلى رأسه نصفين، وقص خف (١) الشاة بإصبعين، وكسر ساقها بإصبع (٢)، وضرب يد الهاون، وهو على خشبة بيده مرارا عدة إلى أن كسره نصفين، ورمى بنشابة من قوس إلى صاج حديد ربطه مرتفعا يسيرا فمزقته النشابة، ومسك إثنان كل واحد منهما بإحدى أذنيه فصار يدور بهما، وتعلق به، وركب عليه نحو ثمانية أنفس غالبهم رجالا غلاظا (٣) فسار بها يسيرا، وأتى بجمل أجلسه على فردة باب (٤) وربطه فيها، وأجلس واحدا على الرجل، وآخر خلف الرجل، وطلع هو على لوح خشبي كرأس الخيمة مركب على ثلاثة أخشاب سيبه ووسط اللوح مخروق (٥) وجعل في وسطه كلابا وسلسلة، فدلاها في ذلك الخرق، وربطها في حبل في أعلا الرجل، وصار يرفع الحمل بما فيه يسيرا يسيرا، ووقف أحد صبيانه غير الأولين على الحمل، وصار كلما ارتفع يسيرا جعل طرف حديدة في يده فيما يظهر من السلسلة في أعلى الخشبة، حتى يجعل الحامل ما زاد من طلوع السلسلة في الكلاب، وصارا يعملان كذلك إلى أن رفع الحمل عن الأرض أكثر من ذراع، ثم أرخى ذلك قليلا إلى [أن] (٦) وصل إلى الأرض، وحمل الجمل وخلاه لسبيله.


(١) الصحيح ظلف الشاة، لأن الخف للبعير. ابن سيده: المخصص ٢/ ١٧٧.
(٢) أن هذه الأخبار مبالغ فيها على ما يبدو.
(٣) غلاظا: الغلظة ضد الرقة والمغالظة العداوة. وغلاظا: أي شدادا. الفيروز آبادي: القاموس المحيط، ص ٦٢٧. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٦٥٩.
(٤) فردة باب: جانب واحد من الباب. الفيروز آبادي: القاموس المحيط ص ٢٧٧.
(٥) الخرق الثقب في الحائط وغيره. الزمخشري: أساس البلاغة، ص ١٠٨. الفيومي: المصباح المنير، ص ٦٤. الفيروز آبادي: القاموس المحيط، ص ٧٩٠.
(٦) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من النسخة "ب" لسياق المعنى.