للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أخذ خشبة كبيرة نحو السبعة أذرع، وجعلها على كتفه الأيمن، وصار ينفظها إلى جنبه [الأيسر] (١) وهكذا مرارا، ثم على أسنانه، ثم أخذ خشبة أكبر منها وجعلها كذلك، وربط في جوانب أسفلها نحو ثلاثة سكاكين، ووضعها على كتفه، والسكاكين من جوانب كتفه، وبعضها على كتفه الآخر، واستمر كذلك مرارا لم يجرحه شئ من السكاكين، ولما فرغ من اللعب أخذ له من التجار مبلغ لم يبلغ الثلاثين، [فكمله] (٢) القاضي جمال الدين أبو السعود ثلاثين، وأعطاه [صوفا] (٣) أخضر، وجئ له بفرس و [طبل] (٤) الأمير وزمره، وزف إلى بيته، وشق به المسعى، وحصل له بذلك محضرا عند الشهود بباب السلام.

وفي ليلة الأربعاء، ثاني عشري [الشهر] (٥)، كان الشراع، فحضر القضاة، وكثير من الفقهاء، وغالب التجار، أو كلهم بالفازة، فجعل التجار في وسط الفازة، والقضاة، والفقهاء، على دكك أمام الفازة، وما رضي القاضي الشافعي بعمل منديل، ثم سمعت أن الخواجا إبراهيم ابن أخي ابن الزمن حلف بالطلاق من زوجته أنه لا بد من أخذ شئ، فأخذ لأجل المواجب (٦) من القضاة، وأكابر التجار، عشرة عشرة، وأعطى بقية الناس كل واحد على حسبه ثمانية، وستة، وخمسة، وأربعة،


(١) وردت في الأصل "الايسير" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصل "فكلمه"، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصول "صوف" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى، لان الفعل أعطى متعدي إلى مفعولين الأول الهاء الضمير والثاني صوفا.
(٤) ووردت في الأصل "وطلبلي" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٥) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٦) المواجب: ما يقدم من هدايا في الزواج. المنجد في اللغة والأعلام، ص ٨٨٧.