كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل ربيع الآخر ليلة الجمعة ٨٩٦ هـ - ج: 2 - ص: 671

وفي أثناء الليل، توجه السيد الشريف، وأولاده وجماعته، والقاضي الشافعي [إلى] (١) الفازة، وأحضر المغاني والمطربون واشتحطوا (٢) وصفقوا ولعبوا غالب الليل، ثم جاءهم بعض التجار والصقوا وكذا الشريف وأولاده، والقاضي، وكانت ليلة مشهودة، إلا أن اللصق ليس هو كما كان يظن أن يقع في مثل هذه الليلة.

وفي يوم الجمعة، ثامن الشهر، كانت زفة خضرة الصبغ (٣) من بيت العريس الذي بقعيقعان (٤)، وهي بالمغاني، والطبل، والزمر والمطربين، وكانت عدة الأطباق بضعا وسبعين، وحمول المحتجب (٥) ومكاتل (٦) الخضر عشرة، أو أكثر.

---

(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل: وما أثبتناه من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٢) اشتحطوا، لعلهم جاوزوا القدر. وأشحطه: أبعده. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٤٧٤.
(٣) المراد بها زفة تزيين العروس بالقطع الذهبية وغيرها ووضع الحناء وتزيين العروس به في يديها ورجليها. محمد عمر رفيع: مكة في القرن الرابع عشر الهجري، ص ٨٧ - ٨٨. سنوك هور خرونيه: صفحات من تاريخ مكة المكرمة ٢/ ٤٥١ - ٤٥٢.
(٤) قعيقعان: بالضم ثم الفتح وهو اسم جبل بمكة، قيل إنما سمي بذلك لأن قطوراء وجرهم لما تحاربوا قعقعت الأسلحة فيه وهو في الجهة الغربية من مكة. شهاب الدين القليوبي الشافعي: نبذة لطيفة في مباحث شريفة ورقة/ ٧ أ. البكري: معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع ٣/ ٣٢٢. ياقوت الحموي: معجم البلدان ٤/ ٣٧٩. ابن بطوطة: الرحلة، ص ١٥٤. ولا يعرف اليوم اسم قعيقعان إنما سمي بأسماء كثيرة فطرفه الشمالي الغربي يسمى جبل العبادي والشرقي الحجون والمشرف على مقبرة المعلاة يسمى جبل السليمانية أما جزؤه الغربي فجله يسمي جبل هندي. عاتق البلادي: معا لم مكة التاريخية والأثرية، ص ٢٢٣.
(٥) لعلها حمول الحبحب. والحبحب نبات عشبي من الفصيلة القرعية ويعرف كذلك بالبطيخ. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ١٥١. المنجد في اللغة والأعلام، ص ١٥٦.
(٦) مكاتل: المكتل: بكسر فسكون وهو الذي يعمل من الخوص قيل انه يسع خمسة عشر صاعا -