الشريف إلى مكة لأولاده ليرسلوه لوالدهم، فأرسل إليهم وهم في انتظار وصوله، ولما كان وقت صلاة الصبح من يوم الجمعة حادي عشري الشهر وصل السيد الشريف جمال الدين محمد بن بركات إلى مكة، ثم ولده السيد زين الدين بركات قرب صلاة الجمعة.
وفي صبح يوم السبت، ثاني عشري الشهر، حضر السيد الشريف وابنه وقاضي القضاة الشافعي جمال الدين أبو السعود بن ظهيرة وباش المماليك السلطانية أقبردي، والمحتسب سنقر الجمالي، إلى الحطيم تحت زمزم، وقرأت أربعة مراسيم [للشريف](١) وابنه، والقاضي، والباش، وفي مرسوم كل واحد منهم، الإعلام بكتابة المرسوم إليه، مع خلعة له وللقاضي الشافعي الإعلام بخلعتين لمكة وجدة وتاريخهم أو بعضهم في السابع والثامن من ربيع الآخر، والإخبار للسيد الشريف والقاضي بأنكما عندنا من المقربين، وغير ذلك مما هو من هذا المعنى، ووصلنا كتبكما أو كتب الشريف وحده، وأعلمنا الشريف عنقا بالجواب مشافهة، وإننا أكرمناه وألبسناه خلعة، ثم لبس الأربعة المذكورين خلعهم، وكذا الأمير سنقر الجمالي، ولم يقرأ له مرسوم.
وحمل للخواجا جمال الدين بن طاهر خلعة، ثم سافر الشريف وابنه إلى وادي مر بعد المغرب ليلة الثلاثاء، خامس عشري/الشهر.
وعاد إلى مكة ليلة الأربعاء.
(١) وردت في الأصل" الشريف "والتعديل من النسخة" ب "لسياق المعنى.