للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيضا رخيصا وكذا العسل واللحم وغير ذلك، والله يديم ذلك في خير (١). وسافر الحاج الأول (٢) ليلة الجمعة، ثالث عشرة الشهر، وحاج المحمل ليلة الثلاثاء بعد أن تعوق أميرهم إلى أثناء الليل بمكة لأجل عادته من الذهب من صاحب مكة خمسة آلاف دينار، أو أحضروا له ثلاثة آلاف دينار، ووعده بإرسال بقية المبلغ له إلى الينبوع فلم يسهل به ذلك، ورد الجميع، ثم أتفق معهم على أنهم يردوا له أربعة آلاف دينار ويصبر بالخامس إلى الينبوع، فسمعت أنه لم يتيسر لهم ذلك، ودخل الطواف ولم يقبض شيئا، ثم لا أعلم ما أتفق، وبلغني أن صاحب مكة لما وادعه بالزاهر وأراد إلباسه الخلعة على العادة، امتنع الشريف من لبسها حتى يأخذ المبلغ أو يرسله، فألزمه باللبس فلبس.

وسافر الحلبيون، والشاميون، مسترسلين في ليلة الجمعة، سابع عشرة الشهر، بعد أن حصل لأمير الشاميين مبلغ يقال: أنه نحو ثلاثمائة من المسافرين معه لأجل تأخيره إلى هذه الليلة، والله يكتب سلامة الحجاج أجمعين.

وفرق قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود عامله الله بألطافه الخفية بقية ثلث الخواجا لو كان، فخص كل قاضي عشرة أشرفيا، ولبعض الناس اثنان، ولبعضهم واحد ونصف، ولبعضهم واحد ولبعضهم عشرون محلقا، ولبعضهم نصف أشرفي، ولبعضهم عشرة محلقه، وسمعت أن المبلغ مائتي دينار والله أعلم، ثم فرق صدقة الخلجي وأصلها ألف ومائتي دينار وعشرون دينارا، أخذ صاحب مكة ثلثها وفرق


(١) يعود الرخص والرخاء في هذه السنة لوجود الأمن وقلة الفتن في الحجاز والدولة العثمانية ومصر خاصة بعد عقد الصلح مع ابن عثمان والأشرف قايتباي. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٢٨٢.
(٢) أي ركب الحاج الأول وأميره شاهين الجمالي. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٣.