للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظهيرة بالمسجد الحرام، والعاقد والده، وحضر السيد الشريف (١)، وأولاده، وجماعته، وبقية القضاة خلا الحنبلي (٢) فلم يحضر لضعف يسير به، وحضر الباش، والمماليك السلطانية، وجميع المشايخ، والعلماء، والفقهاء، والتجار، وغيرهم من أهل البلاد، والغرباء وكانت ليلة مشهودة، اجتمع بالمسجد من الخلائق من لا يحصى كثره، واسقوا الناس السكر، وكان الشمع كثيرا وأظن ستين شمعة، وبعد العقد المبارك حضر الشريف، وأولاده، وجماعته، ببيت قاضي القضاة الشافعي، وحضر المغاني وصفقوا ورقصوا والصقوا، ثم سافروا بقية ليلتهم.

وفي ليلة الثلاثاء، ثاني عشر الشهر، كان حمل الدفع، وذلك من سبيل كاتب السر الزيني بن مزهر الذي عند المروة مع النساء على العادة، وذلك في ثلاثة أطباق، ومشى أمامهم العريس وكثير من جماعته، الفقهاء، والأتباع، وأوقد جملة من الشموع، والكفوف، فكان من شمع المسجد الذي بالفوانيس (٣) ثلاثون/شمعة،


(١) هو محمد بن بركات بن حسن بن عجلان صاحب مكة. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٧٢.
(٢) القاضي الحنبلي السيد محي الدين عبد القادر الحسني الفاسي. السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٧٢. وجيز الكلام ٣/ ١٢٤٧.
(٣) الفوانيس: جمع فانوس - وهي آلة كريّة ذات أضلاع من حديد، مغشاة بخرقة من رقيق الكتان الصافي البياض، يتخذ للإستضاءة بغرز الشمعة في أسفل باطنه فيشق عن ضوئها، ومن شأنها أن يحمل منها إثنان أمام السلطان، والأمير في السفر في الليل. القلقشندي: صبح الأعشى ٢/ ١٤٥.
والفوانيس معروفة في البادية إلى اليوم وهي عبارة عن آلة حديدية يوجد في أسفلها حوض يملأ بالكاروسين (القاز) وهو مغلق وفيه فتحة صغيرة تخرج منها فتيلة من القماش ومحاط بزجاجة شفافة، وتشعل الفتيلة المزودة بالغاز ليستضاء به ليلا.