للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الأربعاء، سابع عشري الشهر ظهر كلب شبق (١) وهبش (٢) جماعة منهم أحمد بن الشيخ علي بن إبراهيم السيرجي، وقتل الكلب، وعزل المذكور مدة طويلة ببيتهم إلى أن لم يظهر به شيء [فخرج] (٣) وهو بخير.

وفي ليلة الخميس، ثامن عشري الشهر، كانت زفة نزيل الكرام محمد (٤) بن أحمد الريمي من باب السلام إلى بيت العروس بقعيقعان بفقهاء، وفقراء، بأعلامهم، ويهللون، ومنشدون معهم شموع ومفرعات، ولما وصلوا البيت [قرأوا] (٥) مولدا بالبيت وذكروا الله بعد ذلك إلى قريب الصباح.

وفي ليلة الجمعة، التي تليها، كان دخوله بأهله.

وفي آخر هذا الشهر، استبدل الشيخ شهاب الدين أحمد بن حاتم، المالكي المغربي، وقف ابن عمران بمنى من القاضي الحنفي، بإذن القاضي الشافعي بمائتي دينار، ويقال بمائتي وخمسين (٦)، واشترى بيتا إلى جانبه لأولاد المحب الطبري الإمام


(١) كلب شبق: أي كلب مستكلب عقور يأكل لحوم الناس. ابن سيدة: المخصص ٢/ ٨٠.
(٢) هبش: أي نهش وأصاب. الفيروز أبادي: القاموس المحيط، ص ٥٤٨.
(٣) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) محمد بن احمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر بن أحمد نزيل الكرام الريمي الأصل المكي، كان ممن يحضر عند حنبلي مكة، وله ذوق وبعض خبرة بالتجليد ونحوه، وزار المدينة مع أبويه في سنة ٨٩٤ هـ وقبلها بإنفراده. السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ٣١٨. ابن حميد: السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة ٢/ ٨٥١.
(٥) وردت في الأصول "قرأرا" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٦) لو اشترط الواقف لنفسه حين الوقف استبدال الموقوف بغيره صح ذلك الشرط.
وإذا كان شرط الاستبدال صحيحا فله أن يستبدل بوقفه ما شاء من العقار سواء كان الموقوف عامرا يمكن الانتفاع به أو خرج عن الانتفاع بالكلية، وإذا لم يشترط الواقف الاستبدال بأن سكت أو نهى عنه فلا يصح له أن يستبدل ولو خرج عن الانتفاع بالكلية.