كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل شهر المحرم، مفتتح سبع وتسعين وثمانمائة ليلة الجمعة. - ج: 2 - ص: 726

وفي صباحية هذه الليلة، كان سماط الطعام، وكان عظيما جدا، حضره جميع الناس، وحصل لمغاني النساء المكيين، والجديين، ولصيحة، وللسلاوية في ليلة الغمرة، وهذا ما يفوق الوصف، وخص السلاوية نحو السبعين، أو فوق الثمانين.

وفي هذا اليوم، كان عقد نزيل الكرام أحمد (١) الريمي على الشريفة زيلعة (٢) بنت محمد الشطي.

وفي يوم الثلاثاء، سادس عشري الشهر، كان سماط الحلوى، ولم يطلب باش المماليك السلطانية، ولا المماليك، وقسّم على كل واحد منهم، وعلى جماعة من الغرباء، والقضاة، وغيرهم من أهله.

وفي اليوم الذي قبل هذا، ماتت بنت الخواجا حسين بن قاوان [بعد أن أنجبت] (٣) ولدا من ابن عمها أبي العباس بن الخواجا شيخ محمد ابن قاوان وكانت ولدت من نحو جمعة أو عشرة أيام ولدا ذكرا، وصلي عليها ضحى يوم الثلاثاء، عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة عند سلفها، وكان الجمع في جنازتها حافلا، وكذا في الربعة بالمسجد والمعلاة وختم عليها يوم الخميس وعمل لها تهليلة (٤) صبح الجمعة.

---

(١) أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر بن أحمد بن مسعود الشهاب الريمي اليماني، وكان شافعيا فتحنبل، وقرر في درس خايربك بمكة وصار ملازما للحنبلي، ولد في سنة ٨٣٧ هـ بمكة، وحفظ القرآن، وهو إنسان خير كثير الطواف والعبادة. السخاوي: الضوء اللامع ١/ ٣٣١. ابن حميد: السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة ١/ ١٥٠.
(٢) زيلعة ابنة محمد بن أحمد بن سالم الشطي، زوجة نزيل الكرام أحمد الريمي، ماتت في ظهر يوم الأحد حادي عشرى ربيع الأول سنة ٩٢٦ هـ، ودفنت مع أمها بالقرب من درب المعلاة. جار الله بن عبد العزيز بن فهد: نيل المنى ١/ ٢٢٧.
(٣) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) التهليل: قول لا اله إلا الله، قال الأزهري: ولا أراه ماخؤذا إلا من رفع قائله به صوته. الرازي: مختار الصحاح، ص ٣١٥. ابن منظور: لسان العرب ١١/ ٧٠٥.