للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الينبوع، بل وأعاد من أثناء الطريق المعلم صالح (١) الحنفي، وذهب معه إلى المدينة، وممن وصل معه من الحجازيين عبد الغني بن أبي بكر المرشدي، وعثمان بن عبد العزيز الزمزمي وأخته، وابن الأصيبعاتي، وابن السيد إسحاق صهر قاوان وأمه وعبيد له وأولاد ذكور وإناث، وأمهم وأمهاتهم، وطواشيان وغيرهم لإبن كرسون ومات جماعة هذا عن آخرهم أو غالبهم، قالوا: بين مصر والطور، بل مات جماعة من الواصلين يقال: أن مجموعهم مائتا نفس، وحال وصول القاصد لم يصل جميع الجلاب ثم وصلوا إلى جدة جميعهم، ثم وصل إلى مكة ابن الزمزمي وبيده مرسوم من الخليفة (٢) بنصف مشيخة قبة سقاية العباس بن عبد المطلب ، واجتمع هو والمشايخ الأولون عند قاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام وأعطاه المرسوم، فمكنه من النصف فدخل القبة هو وأخوه وولده وأولاد أقربائهم وغيرهم (٣)، وصاروا يترددون لها وخسروا أولئك، وصاروا يطلعون فوق الدكة التي العادة للمشايخ والله


(١) صالح بن الجمال أبي النجا محمد بن البهاء أبي البقاء محمد بن أحمد علم الدين المكي الحنفي، ولد في جمادى الآخرة سنة ٨٥٤ هـ بمكة، ونشأ بها فحفظ القرآن، وسافر إلى القاهرة عدة مرات. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٣١٥.
(٢) الخليفة: هو الخليفة العباسي المتوكل على الله أبو العز. تولى الخلافة بعد عمه المستنجد بالله عام ٨٨٤ هـ. مات في المحرم سنة ٩٠٣ هـ. السيوطي: تاريخ الخلفاء، ص ٥١٤.
(٣) وظيفة السقاية وظيفة قديمة، وهي من الوظائف التي وزعها قصى بن كلاب بين أولاده. وهي من الوظائف المرتبطة بخدمة زوار المسجد الحرام، طول العام ويقومون بالعمل بها الزمازمة ولهم رئيس يشرف عليهم يسمى شيخ الزمازمة ولا يصل إلى منصب المشيخة إلا رجل عمل في هذه المهنة مدة طويلة. الأزرقي: أخبار مكة ١/ ١١٠. ليلى أمين عبد الحميد: التنظيمات الإدارية والمالية في مكة المكرمة في العصر المملوكي، ص ٢٨٤.