للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشيعه إلى المعلاة قاضي الشافعية وجماعته، والشريف صهر ابن قاوان وغيرهم من الفقهاء، ودفن بتربة أولاد عبد القوي.

وفي يوم الجمعة، سادس الشهر، صلي على ولد لصاحب كنباية صلاة الغائب، وعمل له ناظر المسجد قاضي القضاة الشافعي ربعة بالمسجد حضرها القضاة والفقهاء والتجار وغيرهم، وبخروا بالبرمكية وفرقوا [الفاغية] (١) والريحان والكادي (٢) المطيبين، ثم رشوا على الناس الماورد الممسك وكان الجمع حافلا.

وفي يوم السبت، سابع الشهر، وصل قاصد من جدة وأخبر بوصول نائب جدة بردبك الخازندار في مغرب الليلة المذكورة أو قبلها ومعه جماعة من المماليك السلطانية يقال أنهم كانوا خمسين/ومات منهم في الطريق خمسة عشر وهم في نحو تسعة جلاب ومعه كريم الدين الصيرفي وأبو النجا المباشر وجماعة من الحجازيين والتجار وغيرهم وكان منهم النجمي (٣) بن النجمي بن ظهيرة فتوجه إلى المدينة من


(١) وردت في الأصل "الفافية" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٢) الكادي: شجرة من الفصيلة البندانية تشبه النخلة في شكلها الخارجي إلا أنها لا تطول طولها، وساقها قائمة قليلة التفرع قرب القمة، ولها جذور عامية، وأوراقها ضيقة مستطيلة تشبه السيف، ورائحتها ذكية وتستخدم في التطيب. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٧٨٠.
(٣) محمد النجم أبو المعالي بن النجم بن ظهيرة، ولد بمكة بعد وفاة أبيه سنة ٨٤٦ هـ، فخلفه في اسمه ولقبه وكنيته، ونشأ بمكة وحفظ القرآن، وزار المدينة عدة مرات، وكان بالقاهرة سنة ٨٩٧ هـ عند ما تفشى بها الطاعون، ففر منها في البحر مع القادمين إلى المدينة ثم إلى مكة. السخاوي: الضوء اللامع ٩/ ٢٧٧.