وفي صبيحتها، خرج السيد الشريف وأولاده وعسكره وباش المماليك أقبردي الأشرفي فيهم للقائه، فخلع على الشريف وولده وعلى الباش، ودخلوا مكة ثم إلى المسجد الحرام ولاقاهم به قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود محمد بن ظهيرة، والسيد إسحاق صهر قاوان، والخواجا الشمس بن الزمن، وجلسوا جميعا بالحطيم تحت زمزم، وأعطى السيد الشريف مرسوما، وكذا القاضي الشافعي، والسيد إسحاق، ثم قرئ مرسوما للسيد الشريف، وقاضي القضاة الشافعي ليس غير، وفيهما تعظيما، وإعلامهما بوصول نائب جدة لمحل ولايته ومعه القاضي كريم الدين صيرفيا ومباشرا، وأبو النجا مباشرا وطلب مساعدتهم (١) وأن مع الأمير قائمة وتاريخ المرسوم ثاني عشري، جمادى الأول، ولبس القاضي خلعة خضراء بمقلب سمور وكذا صهر قاوان وابن الزمن، وتكلف القاضي في هذا اليوم لضيافة الأمير غداء وعشاء، ولضيافة الشريف وجماعته أظن وللمباشرين أيضا.
وفي آخر النهار، سافر السيد الشريف وجماعته إلى وادي مر، وسافر أولاد قاضي القضاة الشافعي وعياله إلى جدة، وتخلف هو مع نائب جدة إلى ثاني تاريخه.
وفي عصر يوم السبت، سافر نائب جدة إليها.
وفي ليلة الأحد، سافر قاضي القضاة الشافعي المذكور إلى جدة.
(١) كان مضمون مرسوم الشريف التوصية على نائب جدة، وطلب مساعدته لنائب جدة بردبك الأشرفي وصيرفها القاضي كريم الدين ومباشرها أبو النجا، والتعظيم وأعلامه بوصول نائب جدة وكذلك لقاضي القضاة الشافعي. السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ١٢٤٧. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٧٣.