للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أواخر ليلة الخميس، سادس عشر الشهر، ماتت والدة شيخنا شيخ الإسلام الشمس السخاوي أمنة (١) بنت الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن بلال العدوي القاهرية المولد والدار، وصلى عليها ولدها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة بتربتنا وشيعها خلق كثير رحمها الله تعالى وكان عمرها نحو التسعين.

وفي يوم الجمعة، سابع عشر الشهر، ماتت والدة أبي العباس بن قاوان الحبشية مستولدة والده، وتركت إلى ثاني يوم لإحتمال وصول صهرها السيد إسحاق، وصلي عليها بعد صلاة الصبح يوم السبت عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة بتربة مواليها، وأظهر عليها ولدها، حزنا خارجا يؤكد خفته، ثم قبيل ظهر يوم السبت، وصل السيد إسحاق وقد بلغه الخبر في أول هذه الليلة، وهو عند سبيل الشريف بالرغامة (٢)، فجدوا به السير، وهو راكب في الشقدف إلى أن وصل جدة ثم أكترى بها، ثم واستمر على حاله إلى أن وصل في الوقت المذكور.

وفي ليلة الأحد، تاسع عشرة الشهر، وصل إلى مكة من جدة قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود بن ظهيرة عظم الله شأنه.


(١) آمنة ابنة الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن العدوي القاهري المكي حجت وجاورت، وكانت محافظة على الصلوات والصوم، وتصل رحمها. ماتت في رمضان سنة ٨٩٧ هـ بعد مرضها مدة، ودفنت بالمعلاة. السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ١٢٩٢.
(٢) الرغامة: هي تلك الأرض الرملية التي تدعها على يمينك وأنت ذاهب إلى المدينة المنورة أو إلى المطار الدولي بجدة على اليمين. جرت فيها حوادث بين الأشراف وآل سعود، فقد عسكر بها سعود الكبير، وعسكر بها الملك عبد العزيز لحصار علي بن الحسين ملك الحجاز سنة ١٣٤٣ هـ. ونشأ الآن في محلها متحف كبير. وصارت اليوم جزءا من جدة بيد أنها لم يشملها العمران كلها. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ٤/ ٦١.