للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعهم إمرأة ناظر الخاص أم ولديه ناظر الجيش بنية المجاورة، وكذا الخطيب الوزيري وولد القاضي الشافعي بمصر الزيني زكريا، وجماعة من المماليك السلطانية نحو المائة والخمسين.

وفي يوم الثلاثاء، خامس عشري الشهر، شمرت ثياب الكعبة، ويقال: لذلك إحرام الكعبة.

وفي هذا اليوم، وصل جماعة من الحجاج سبقوا من الينبع وفيهم أبو القسم بن سواس الهدوي، ويقال: إنهم خمسة وإن بعضهم من عند أمير الحاج بسبب العليق (١)، فإن المروس الذي فيه حمل أمر الحاج وغيرهم، لم يصل بمشاولا (٢) إلى ينبع، والناس في أمر مريج بسبب هذا من أيام حتى نائب جدة وباش المماليك، نادوا على أن لا يباع شيء من العليق وكذا أرسلوا لجدة والله يلطف بالمسلمين.

وفي هذا اليوم، فرق قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود ابن ظهيرة أجله الله الصدقة المندوبة، وكان وصل بها إلى عدن، ثم إلى مكة في أول هذا الشهر، أو آخر الذي قبله، ومعه أيضا هدية لصاحب مكة ويقال أن أصلها تسعمائة، ثلاثمائة للسيد الشريف وفرق الباقي، يقال: أنه خص القضاة كل واحد عشرون دينارا وكذا الخطيب، ويقال: إن ذلك بإسمهم من هناك، ولا أعلم كيف فرقت، إلا أنه خصني وبعض الناس أربعة وبعض الناس إثنان وواحد.

وفي مغرب ليلة الخميس، سابع عشري الشهر، وصل بعض الحجاج ويقال:

دخل في أثناء الليل بعضهم أيضا وفي النهار كذلك.


(١) العليق: طعام الحيوان من تبن وشعير ونحوه، ويعرف أيضا باسم علف. مصطفى عبد الكريم الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٣٢٦.
(٢) المشول: المنجل الصغير. ابن منظور: لسان العرب ١١/ ٣٧٧.