للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الجمعة، ثامن عشري الشهر، وصل في العشاء أمير الحاج الأول كرتباي الأشرفي قايتباي، وشاهين الجمالي شيخ الخدام بالمدينة الشريفة وطافا وسعيا وعادا إلى الزاهر بعد أن خرج للقائهما السيد بركات ابن صاحب الحجاز الجمالي محمد بن بركات، وقاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود بن ظهيرة فتواجها بالمعلاة.

وفي صبيحتها، خرج للقائهما صاحب مكة وأولاده وعسكره إلى الزاهر فخلع عليه وعلى ولده المذكور أمير الحاج، ودخلوا مكة ومعهم مرزا (١) بن حسن بك القادم معهم، وباش المماليك بمكة، وولد (٢) المحتسب سنقر الجمالي وخلع الأمير على [الآخرين] (٣) أيضا، أظن وعلى ولد ابن الزمن، ووصل مع هذا الركب زوجة ناظر الخاص أم ولديه ناظري الجيش كمال الدين أحمد ونزلت بعلو مدرستهم، مع أن نائب جدة ساكن بالمدرسة، ونزل الأمير شاهين ببيت الشرفاء بدار العجلة (٤) وابن حسن بك بالمنصورية (٥).


(١) حسين بن محمد حسن باك بن علي قرايلوك عثمان ويلقب بمرزا، مات في خامس عشرى ذي الحجة بالمدينة ودفن بالبقيع سنة ٨٩٧ هـ. السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ١٢٩١.
(٢) محمد بن سنقر أبو السعود الجمالي نزيل مكة، وشاد العمائر السلطانية، عمل في الحسبة. السخاوي: الضوء اللامع ٧/ ٢٦٢.
(٣) وردت في الأصل غير واضحة، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٤) دار العجلة: سميت بذلك لأن عبد الله بن الزبير حين بناها عجل في بنائها فكانت تبنى في الليل والنهار حتى فرغ من بنائها سريعا. ويقال: بل إتخذ فيها عجلا كانت تحمل عليها الحجارة، وتجرها بقرة. الفاكهي: أخبار مكة ٣/ ٣٠٩.
(٥) المنصورية: المدرسة المنصورية التي أنشأها الملك المنصور عمر بن علي بن رسول صاحب اليمن بالجانب الغربي من المسجد الحرام وذلك في سنة ٦٤١ هـ، وكانت ملاصقة لمدرسة الزنجيلي. -