للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرضه " (١). وأخبرت الناس بمرائي رؤيت له، قيدت بعضها في غير هذا المحل (٢)، ولله الحمد.

وفي ليلة الأحد تاسع الشهر مات الشريف محمد (٣) بن أحمد الهدوي الشهير بابن سواسوا، وصلي عليه بعد صلاة صبح ليلته عند باب الكعبة، ودفن من يومه بالمعلاة، بتربة (٤) أعدها لنفسه تحت تربة الزمامية (٥).


(١) عن أنس بن مالك يقول أنهم: (مرّوا بجنازة فاثنوا عليها خيرا، فقال النبي وجبت. ثم مرّوا بأخرى فأثنوا عليه شرا. فقال: وجبت. فقال عمر بن الخطاب ما وجبت. قال: هذا اثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا اثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الارض) صحيح البخاري: كتاب الجنائز حديث رقم ١٢٧٨.
(٢) وهنا إشارة إلى أن للمؤلف مكانا آخر يدون فيه بعض يومياته غير هذا المؤلف لم نستطع الاهتداء إلى اسمه، وقد كرر مثل هذه الإشارة.
(٣) النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٤٩٧، السخاوي: الضوء اللامع ١/ ٢٩٢.
(٤) التربة: أترب الشيء وضع عليه التراب والتربة الأرض، وتستخدم كلمة" تربة "في الوثائق للدلالة على مبنى القبر كله ما هو في باطن الأرض وظاهره، وكذلك البناء وملحقاته، اختلف شكل وتصميم التربة أو المدفن من زمن لأخر، ولقد نهى رسول الله عن البناء على القبور، فعن جابر انه قال: (نهي رسول الله أن يجصص القبر وأن يعقد عليه وأن يبنى عليه) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الجنائز حديث رقم ١٦١٠، مصطفى: التراث المعماري، ص ٢٥ - ٢٧، محمد أمين: المصطلحات المعمارية، ص ٢٦.
(٥) الزمامية: لم يعثر على نص صريح في نسبتها وإنما قد تنسب إلى خشقدم الظاهري برقوق الذي تنقل في الوظائف إلى أن استقر زماما وله عدة عمائر وقربات بمكة منها مدرسة (المدرسة الزمامية) قرر بها شيخا وغيره للتدريس وقراءة القرآن والدعاء له وعمل بها صهريجا لجمع ماء المطر، توفي سنة ٨٣٩ هـ، والزمام: لفظة عربية بمعنى الخيط يشد أحد طرفيه في المقود وقد يسمى المقود زماما، واستخدمت بمعنى المشرف، أطلقت في العصر المملوكي على الزمامدار أحد موظفي القصر. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٦٤، ابن تغري بردي: الدليل الشافي -