للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبيحتها، خرج [للقائهما] (١) إلى الزاهر صاحب مكة وولده وعسكرهما وباش المماليك، والمحتسب سنقر الجمالي، فخلع على السيد محمد وولده الزين بركات خلعتين، وعلى الباش، والمحتسب سنقر، ودخلوا جميعا إلى المسجد الحرام ولاقاهم من باب السلام قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود بن ظهيرة وجلسوا جميعا بالحطيم تحت زمزم فقرئ مرسومان للسيد الشريف ولقاضي القضاة الشافعي، وخلع على القاضي خلعة بيضاء، والمرسومان يتضمنان التوصية على نائب جدة، وأظن تاريخهما في جمادى الثاني والأول، وأن كريم الدين وأبا النجا ناظران بجدة وصيرفيان، وأن الهندي إذا لم يتيسر له الدخول بجدة دخل اليمن أو غيرها، ثم وصل حمله بجدة يكون [للسلطان] (٢) والشريف لا للشريف خاصة.

وفي صبح يوم السبت، ثاني الشهر، اجتمع السيد الشريف جمال الدين محمد بن بركات وولده السيد الزيني بركات، وقاضي القضاة الجمالي أبو السعود بن ظهيرة الشافعي، وباش المماليك السلطانية أقبردي، والأمير المحتسب سنقر الجمالي بالحطيم تحت زمزم، وقرئ مرسوم لصاحب مكة واحد لولده وآخر لقاضي القضاة الشافعي وآخر للباش وتاريخها واحد وهو سابع عشرة جماد الآخر، وفيها الإعلام بوصول قاصد الشريف عنقا إلينا ثم عوده إليكم وصحبته خلعة لكل واحد بالاستمرار على وظيفته (٣)، أو على ما بيده، وفي مرسوم السيد الشريف والقاضي تعظيم لهما، ولبس الجميع كل واحد خلعة، وكذا لبس الخواجا علي بن راحات، وفي تاريخه سافر


(١) وردت في الأصل "للقائه" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٧٦.
(٢) وردت في الأصول "السلطان"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) وقد جرت العادة أن يقرأ المرسوم الصادر بتولية أحد الأشراف او القضاة أو الباش في الحطيم في المسجد الحرام ويحضره الأعيان والقضاة وكبار رجال الدولة. ويدل إرسال الخلع على رضا السلطان في مصر عن الشريف وولده وقاضى القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام.